خلال غزوة الطائف حاصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة لمدة طويلة، وكان هناك عدد من المحاصرين يريدون اللحاق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لإعلان إسلامهم ولكن قومهم منعوهم، وحينها نادى منادي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا من الحصن فهو حرّ".

وما أن سمع هذا الصحابي الجليل النداء حتى اعتلى سور حصت الطائف وتدلى منه ببكرة متديرة يستقى عليها، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعلن إسلامة، وحينها كناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـ "أبا بكرة"، وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ وهو معدود في مواليه.

إنه الصحابي أبو بكرة الثقفي الطائفي -رضي الله عنه- مولى النبي صلى الله عليه وسلم، اسمه نفيع بن الحارث، وقيل: نفيع بن مسروح، وكان أبو بكرة يقول‏:‏ أنا من إخوانكم في الدين، وأنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أبى الناس إلا أن بنسبوني، فأنا نفيع بن مسروح‏.‏

روى أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جملة أحاديث، حدث عنه بنوه الأربعة: عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم، وأبو عثمان النهدي، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وعقبة بن صهبان، وربعي بن حراش، والأحنف بن قيس، وغيرهم، سكن البصرة، وكان من فقهاء الصحابة ووفد على معاوية، وأمه سمية، فهو أخو زياد بن أبيه لأمه.

وكان أبو بكرة كثير العبادة حتى مات، وكان أولاده أشرافاً في البصرة، بكثرة المال والعلم والولايات‏.‏

وتوفي أبو بكرة بالبصرة سنة إحدى وقيل سنة اثنين وخمسين وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي فصلى عليه.

قال عنه الحسن البصري: لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة.