"إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"، والأمر هنا يعني به المسئولية أو الوظيفة في أي موقع وفي أي جهة واسنادها إلى غير المؤهل الذي لا تتوفر فيه الكفاءة والجدارة والقدرات والمؤهلات اللازمة المختلفة للقيام بتلك المسئولية أو الوظيفة. ففي ظل العشوائية المنظمة والإهمال والامبالاة التي تضرب بعض أركان الهيئات والمؤسسات الحكومية، تطور الأمر داخل المؤسسات فلم الأمر يقتصر على تباطؤ موظفي الدولة في قضاء حاجات ومصالح المواطنين ليصل بهم الحال إلى الاستهانه بمصائرهم، حيث أصبح الإهمال شيئا مكتسبا ينمو ويكبر داخل المجتمع ومن شدة الاهمال والتسيب واللامبالاة افتقد الكثير من أفراد المجتمع ثقافة المسئولية. "حبيبة امها يا خواتي بحبها.. مش بس في البيت وفي الشغل كمان"، حيث قامت إحدى موظفات التأمينات بمدينة نصر بالاستعانة بابنتها الصغيرة التي لا تبلغ من العمر أكثر من 9 أعوام لمساعدتها في مهام عملها، تحت مرئى ومسمع من رئيسها بالعمل. رصدت"بوابة الوفد"، احدى صور الاهمال الوظيفي وفيما يلي ملخص للحوار الدائر بين موظفة التأمينات وابنتها داخل المكتب الخاص بالتأمينات والمعاشات، وتشاركهم به إحدى الزميلات لتدلى هى الاخرى بدلوها. أشارت الطفلة إلى أنها قد أنهت كتابة بعض البيانات داخل أحد الدفاتر الخاصة بالمعاشات، وبذلك تكون أتمت العمل المكلفة به من قبل والدتها قائلة: "خلصت لك حبة"، لتجيب الام "اتعلمى علشان لما تيجى هنا تبقى فاهمة". لتعلق الاخرى:"ادعي لها ربنا ما يكتب عليها تيجى هنا التأمينات".