• عاش في كنف عائلة أفريقية فقيرة لتحوله الملاكمة إلى أسطورة تاريخية
  • بعد إسلامه تخلى كاسيوس مارسيلوس كلاي عن اسمه وسمّى نفسه محمد علي نسبة إلى رجل الدين محمد إليجاه الذي أرشده إلى الإسلام
  • اعتزل عن عمر 39 عاما وفي رصيده 61 مباراة حقق فيها 56 انتصارا
  • تزوج محمد علي أربع مرات ولديه سبعة بنات وولدين أشهرهم ابنته ليلى التي احترفت الملاكمة على خطى والدها


رحل صاحب القبضة الحديديـة و«الإنسانية» المتمردة على العنصرية والتفرقة بين الأعراق، فهو القائل «لن أحاربهم فهم لم يلقبوني بالزنجي»، وترك سفير النوايا الحسنة ارثا رياضيا إنسانيا لن ينسى، لاسيما بعد اعتناق كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور الإسلام، وأصبح اسمه محمد علي كلاي وهو في سن الـ 22، بعد فوزه بطلا للعالم عام 1966.

وترك الملاكم البطل في الوزن الثقيل ذكريات في الكويت خلال زيارته لها عام 1972 ودخل بيوتها وتعرف على طيب شعبها وصلى معهم في مساجدها. وجال فقيد الرياضة العالمية الكبير دولا كثيرة منها مصر وأزهرها الشريف والسودان وكان يترك «قبضة» من الثقة والإرادة للشعوب التي خالطها باحترام ومحبة.

 بكى العالم من «لكم» الشر والبغض والحقد حتى ان خصومه فرايز وفورمان وهوليفيلد قالوا فيه الخير والثناء.

ولد كلاي، واسمه الحقيقي كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور، في 17 يناير من عام 1942، وفاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عقدي الستينات والسبعينات الذهبيين في مسيرته كملاكم.

وفي عام 1999 توج بلقب "رياضي القرن" وهو صاحب أسرع لكمة في العالم، وصلت سرعتها إلى 900 كيلومتر في الساعة، وهو القائل في إحدى مقابلاته إنه الملاكم الذي "يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة".

نزال في الأدغال

لمع نجم كلاي في عالم الملاكمة عندما تمكن عام 1964 من إقصاء بطل العالم آنذاك الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وكان عمره لا يتجاوز 22 عاما آنذاك.

مرة أخرى في عام 1970 حقق كلاي فوزا قويا على جو فريزر حيث لم تسجل أي هزيمة لأي منهما من قبل في مباراة عرفت بـ "مباراة القرن" أجريت على 3 مراحل وفاز كلاي باثنين منها.

وفي واحدة من أقوى المباريات في تاريخ الملاكمة عام 1974 هزم محمد علي الملاكم القوي فورمان ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم بأسره في مباراة عرفت بـ"نزال في الأدغال" أو Rumble in the Jungle أجريت في الكونغو الديمقراطية.

وأصبح محمد علي عام 1978 أول ملاكم من الوزن الثقيل يحقق بطولة العالم ثلاث مرات بعدما فاز على الملاكم ليون سبينكس في نيو أورليانز في مباراة حققت رقما قياسيا في الحضور.

محطات جدلية

أثار إعلان محمد علي كلاي إسلامه عام 1964 جدلا كبير، وهو المولود لأسرة مسيحية في ولاية كنتاكي الأميركية.

وبعد إسلامه تخلى كاسيوس مارسيلوس كلاي عن اسمه الأخير "كلاي" لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه، وسمى نفسه محمد علي نسبة إلى رجل الدين المسلم محمد إليجاه الذي قيل أنه من أرشده إلى الإسلام.

أثار محمد علي الجدل مرة أخرى في ذات العام عندما رفض الالتحاق بالخدمة في الجيش الأميركي الذي كان يخوض حربا في فيتنام وأعلن أنه يرفض الخدمة العسكرية لأنه معارض لتلك للحرب من مبادئ دينية.

رفض محمد علي للخدمة العسكرية كلفه سحب لقب بطولة العالم الذي حققه على حساب ليستون عام 1967، لكن ذلك زاد من شعبيته.

الشلل الرعاش

اعتزل محمد علي الملاكمة عام 1981 وكان عمره 39 عاما وفي رصيده 61 مباراة حقق فيها 56 انتصارا، منها 37 بالضربة القاضية.

وأصيب بمرض الشلل الرعاش، وكافح في مواجهة المرض، وحاول التداوي من مرضه على طريقة الصوم الطبي وقيل أن ذلك كان بتشجيع من مفتي سوريا السابق أحمد كفتارو.

تزوج محمد علي أربع مرات ولديه سبع بنات وولدين أشهرهم ابنته ليلى التي احترفت الملاكمة على خطى والدها ذي القبضة الحديدية الذي أصبح في قبضة الموت.

الفهد: كان بطلاً حقيقياً تجاوز الرياضة

أصدر رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (انوك) الشيخ احمد الفهد بيانا بعد وفاة الملاكم محمد علي قال فيه: «نيابة عن انوك واللجان الأولمبية الوطنية في العالم، أود ان أعرب عن عميق حزننا لوفاة محمد علي، أفكارنا وصلواتنا مع عائلته وأصدقائه في هذا الوقت الصعب».

وأضاف: «كان محمد علي بطلا حقيقيا داخل وخارج الحلبة، رجلا صاحب مبادئ لا تلين، رجلا تجاوز الرياضة، لقد غلف القيم الأولمبية وكان واحدا من أعظم الأمثلة حول انه كيف يمكن للحركة الأولمبية والرياضيين ان يلهموا ويجلبوا الأمل للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم».

ومضى قائلا: «بعد الفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، أصبح بطلا للعالم في الوزن الثقيل في 3 مناسبات مختلفة، فإن هذه الإنجازات الاستثنائية ذهبت إلى ما هو أبعد من حلبة الملاكمة، لقد روج للسلام والتسامح وقدم مساهمة كبيرة في خلق عالم أفضل لنا جميعا، واصل جلب الفرح إلى العالم لفترة طويلة بعد تقاعده من الرياضة، وأظهر شجاعة كبيرة في تنفيذ العمل الخيري مع انه كان مريضا جدا».

وختم: «لقد أضاء الشعلة الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا عام 1996، ولكن ذكراه وتراثه سيبقيان يضيئان في قلوبنا وعقولنا جميعا».

حزن عمالقة الملاكمة

شكل رحيل الملاكم الاسطورة محمد علي عن عمر 74 عاما صدمة لجميع محبيه وفيما يلي أبرز ردود الفعل على وفاته:

&<645; جورج فورمان، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل والذي هزمه محمد علي في أشهر نزال في التاريخ (على مدونة تويتر): «علي، فريزر وفورمان، كنا نحن الثلاثة واحدا.

جزء مني رحل، والواقع انه الجزء الأكبر».

&<645; مايك تايسون، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل (على مدونة تويتر) «وداعا الى الملاكم الأعظم، أيها العظيم ارقد بسلام».

&<645; فلويد مايويذر، بطل العالم السابق لوزن الوسط الذي لم يخسر في 49 مباراة واعتزل شابا: «لقد خسرنا أسطورة، بطلا كبيرا وشخصا رائعا».

&<645; ايفاندر هوليفيلد، بطل العالم السابق للوزن الثقيل، «إنها خسارة ثقيلة.

كنت أريد ان أكون مثله، لقد ألهمني. 

سألني في احد الايام اذا كنت أريد تحطيم رقمه القياسي، وأجبت كلا، لأن ذلك يعني انه يتعين علي ان أخسر أحد نزالاتي.

لكن العودة بعد الخسارة تظهر مدى القوة».

&<645; دون كينغ، أشهر منظم مباريات الملاكمة: «كان شخصا رائعا ليس فقط كملاكم لكن كأيقونة ايضا. لن يموت محمد علي إطلاقا. لن يموت محمد علي، فهو مثل مارتن لوثر كينغ. روحه ستبقى الى الابد».

&<645; أوسكار دي لا هويا، بطل العالم سابقا في 6 أوزان مختلفة ومنظم مباريات حاليا: «انه الملاكم الذي منح رياضة الفن النبيل عصرها الذهبي وجعلها شعبية. كان علي يجسد الشجاعة».

&<645; دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات البيت الأبيض (على تويتر): «مات محمد علي عن عمر 74 عاما. بطل حقيقي كبير وشخص رائع، سنفتقده كثيرا».

&<645; بوب اروم، منظم مباريات: «من دون أدنى شك انه الشخص الأكثر تأثيرا في حقبتنا، انه رياضي عظيم، كان الجميع ينصت إليه لأنه كان يدرك ماذا يقول ولا يتردد عن الإفصاح عن رأيه بشجاعة».

&<645; ماني باكياو، أسطورة الملاكمة في الفلبين: «خسرنا عملاقا، استفادت الملاكمة كثيرا من مواهب محمد علي، لكن البشرية استفادت منه اكثر ايضا».

الموت يغيب أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي