"اقتلهم بنجاحك، وادفنهم بابتسامتك" بهذه العبارة أعلن الشاب المصري أحمد الطماوي، نوفمبر الماضي، عن توصله لاتفاق مع دبي لشراء فكرة الإعلان على تذاكر المترو، قبل أن تتناقل الصحف والمواقع أخبار تبني الإمارات له، بعد تجاهل الحكومة المصرية.

رسالة وصلت لـ"دوت مصر"، مفادها أن الطماوي "شاب كاذب لم يبع الفكرة إلى دبي، كما أنه يحاول استغلال الشباب من خلال مؤسسة وهمية، هي Key Foundation"، والتي من المفترض أن تتبنى أفكار واختراعات شباب مصر، ما جعلنا نبحث عن الحقيقة.

أين العقد؟

علق الطماوي على الرسالة، قائلا إنها محاولة من الحكومة لتشويه صورته، بعد الصدام بينه وبين هيئة المترو، واعتبرها "ضربة حكومية له لأنه يسعى لمساعدة الشباب"، وعند مطالبته بإظهار العقد المبرم بينه وبين هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أكد أنه لا يستطيع الكشف عن البيانات الموجودة في العقد، فلم يره إلا محاميه الشخصي ومحامي مؤسسة "Key Foundation"، أمير مرتضى منصور، ومدير عمليات المؤسسة، أحمد كرم.

"دوت مصر" تواصل مع أمير مرتضى، الذي نفى معرفته بالطماوي، أو مؤسسته، لافتا إلى أنه لم يتخذ إجراءات قانونية ضده حتى الآن، لاستغلال اسمه، نظرا لعدم توافر معلومات كاملة عنه.

كما كشف لنا مصدر مسؤول في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أن الهيئة لا تعلم شيئا عن "المدعو أحمد الطماوي"، أو فكرة الإعلان على تذاكر المترو، لافتا إلى أن طبيعة التعامل مع تذاكر مترو دبي تختلف تماما عن تذاكر المترو في مصر.

غير قانوني

وأكد حمادة أبو ضيف، المحامي والخبير في حقوق المؤلف والملكية الفكرية، لـ"دوت مصر"، أن إجراء إثبات تاريخ الفكرة في الشهر العقاري، والذي اتبعه الطماوي لتسجيل ملكية فكرة إعلانات تذاكر المترو، ليس له أي قوة قانونية تثبت ملكيته للفكرة.

وأضاف القانون المصري لا يعترف بالأفكار المجردة، ويعتبرها ليست لها حماية قانونية، وكذا هو الحال في قوانين الملكية الفكرية في الدول العربية كافة، مشيرا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على مثل هذا الإجراء لبيع أو شراء أفكار داخل مصر أو خارجها.

مقر وهمي

وعن مؤسسة "Key Foundation"، التي اقترب عدد أعضاء صفحتها على "فيس بوك" من 20 ألف، أكد الطماوي لـ"دوت مصر" أن مقرها يوجد في "31 شارع المساحة الدور الثالث"، لكن عندما توجهنا لهذا العنوان وجدنا أنه ليست له صلة بالطماوي أو بمؤسسته، كما كشف بعض الأعضاء المنسحبين من المؤسسة أن الاجتماعات كافة الخاصة بها كانت تعقد بأحد كافيهات الدقي، والذي يضم قاعة خاصة بالاجتماعات.

وأوضح المنسحبون أن الطماوي وعد الشباب بالحصول على نسبة من الأرباح التي ستتحقق من وراء تنفيذ أفكارهم، مع احتفاظ المؤسسة بالنسبة الأكبر، دون أن يبرم معهم عقودا، رغم أنه أكد لـ"دوت مصر" إن المؤسسة وقعت مع الشباب كافة عقودا مثبت بها النسبة التي سيحصل عليها الطرفان.

انسحاب أم استغناء؟

وقالت هدير مختار، المدير التنفيذي السابق لـ"Key Foundation"، لـ"دوت مصر"، إنها انسحبت من المؤسسة مع مجموعة من الشباب، في ظل غياب الرؤية الإدارية الواضحة، مضيفة "الطماوي استغل بعض الشباب، وسرق أفكارهم، ونصب على البعض في مبالغ مالية لا تتخطى 200 جنيه نظير تسجيل أفكارهم، لكنه لم يسجل شيئا".

فيما أوضح الطماوي أن  الراحلين عن المؤسسة كانوا يعطلون سير المؤسسة، ويختلقون المشكلات، مؤكدا أنهم لم ينسحبوا أنما هو من استغنى عنهم... ولا يزال الطماوي مستمرا في الترويج لمؤسسته وتقديم نصائحه للشباب حول كيفية إدارة حياتهم والتفكير بشكل سليم.