" أنا مابخفش ".. كانت  هذه رسالة الرئيس السيسي، التى وجهها لخصومه قبل أيام، والتى قالها بنبرة إنفعالية قوية  كشفت ضيقه مما يتعرض له من انتقادات توجهها أطراف عديدة  بعضها معروف للجميع، وآخرى لا يعلمها سوى الرئيس ومساعدوه  .
 
واجه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه رئاسة الجمهورية قبل عامين، حروباً ومعارك شرسة ، بدأت بجهوده التي حققت نجاحاً ملموساً للحصول على إعتراف دولى بشرعية ثورة ملايين المصريين ضد حكم الاخوان العنصري  في 30 يونيو، ومرت بمواجهات عدة كانت ولا زالت ويبدو أنها ستستمر حتى  إشعار آخر مع جماعات الإرهاب الأسود، وصولاً لحملات يقودها بعض السياسين والكتاب  ونشطاء الفيس بوك وتويتر ضده .
 
وبعد أن كانت معارضة الرئيس قاصرة  على جماعة الإخوان الارهابية  فحسب، تعددت الأصوات التى توجه انتقادات  علنية لسياسات الرئيس السيسي ترصدها الحكاية في التقرير التالى :
 
المجتمع المدنى:
رغم مروره بفترات ضعف كبيرة بعد ثورة 25 يناير، خاصة بعد الحملات التى طالت المنظمات والنشطاء، واتهمت كثيرين منهم بالعمالة لأطراف غربية، إلا أن أزمة مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، أسهمت بشكل كبير في إعادة تلك المنظمات للمشهد، خاصة وأن الجانب الغربى لم يبدو انه لايثق تماما فيما تقدم له  من معلومات رسمية، ما دفع هذه المنظمات للتجرؤ  على الدولة في الفترة الأخيرة .
 
وزاد خصومة منظمات المجتمع المدنى مع الدولة ، التعامل الأمنى الذي تدور  حوله علامات إستفهام كثيرة، بدءاً من إقتحام الجميعات الأهلية، وإعتقال العاملين بها، مروراً بالصدام بالنقابات ، إعتداءات على المحامين والأطباء وأخيراً اقتحام نقابة  الصحفيين، ما أدى لفتح جبهة جديدة تواجه الرئيس .
 
فلول مبارك :
لم يعد خافياً على المواطن العادى، تعرض الرئيس لمناهضة من  بعض فلول مبارك الذين لا يرون غيرهم أحق بإدارة البلاد، وبراهين ذلك كثيرة ، يمكنك إكتشافها  من افتتاحية جريدة الأهرام، التى انتقدت موقف الدولة في أزمة تيران وصنافير، علاوة على إفتتاحية نفس الجريدة " الرسمية "  في أزمة الصحفيين والتى ذكرت نصاً بان من جاء بالنظام قادر على الإطاحة به، قبل أن تعود إلى صوابها وتتراجع عن موقفها لإنقاذ الكارثة التى كشفت وجود من يديرون المعركة الإعلامية ضد الرئيس لصالح نظامهم القديم .
 
ويتردد بقوة أن هذا الفريق الذي يمتلك أدوات إعلامية ورأس مال، ونفوذ بجميع أجهزة  الدولة، يقوده ويحركه مرشح الرئاسة السابق أحمد شفيق، الذي يرفض الأمن  عودته لمصر لدرايته التامة بما يحيكه الرجل وأعوانه، ومحاولاتهم التى لا تكف  للعودة لتصدر المشهد  .
 
جماعات الإرهاب ومؤامرات الاخوان  :
لا زالت الجماعات الإرهابية تمثل تهديداً كبيراً للدولة ولجهود التنمية الجبارة التي تجري في كل مكان ، وهو ما جعل الرئيس يقول قبل أيام أننا نعيش في شبه دولة، خاصة بعد عودة تنظيم الاخوان الارهابي للعمل السري ومواجهة الدولة بالسلاح والمؤامرات بالتنسيق مع الجماعت الحليفة  بالخارج .. حماس وداعش والنصرة .
 
تيار صباحى و" البديل "  :
كان ولا يزال مرشح الرئاسة السابق حمدين صباحى، ببرنامجه وبأفكاره السياسية المعارضة هو أقوى منافس للكرسي الذي جلس عليه مرسى ومن بعده السيسى، وهاهو يلتقط الفرصة السانحة من الاخطاء السياسية للحكومة ، ليعود إلى توجيه الانتقادات القوية للنظام ولأداء الرئيس السيسي ، والوقوف وسط آلاف اتهموا النظام بالتفريط في الأرض المصرية للسعودية.
 
ولم يخف صباحى ورفاقه،نيتهم في البحث عما يرونه البديل المدنى، لما يصفونه بالحكم العسكرى المتمثل في الشكل الحالى للنظام الحاكم، فبدأوا عقد الإجتماعات وتنظيم المؤتمرات وإصدار البيانات المطالبة بما يصفونه " البديل " للسياسات الحالية التي أعادت مرة أخرى شبح الدولة البوليسية  .