كما كان متوقعا, أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس أنه سوف يستقيل من منصبه كرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم, ولن يترشح لرئاسة الحزب في المؤتمر الاستثنائي المقرر عقده يوم22 مايو الحالي, وهو ما يمهد الطريق أمام اختيار شخص آخر لرئاسة الحكومة.
وقال داود أوغلو في كلمة ألقاها أمام الصحفيين في مقر حزب العدالة والتنمية: لا أعتقد أنني سأقدم ترشيحي, نافيا وجود أي خلاف مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبذلك يفقد داود أوغلو تلقائيا منصبه كرئيس للوزراء لأن النظام الداخلي للحزب ينص علي أن يتولي رئيس الحزب رئاسة الحكومة.
وكشفت مصادر إعلامية في أنقرة أن هناك أربعة أسماء مرشحة لخلافة داود أوغلو الذي توترت علاقاته بالرئيس أردوغان في الفترة الأخيرة, وهم: بن علي يلدرم وزير المواصلات, وبكيربوزداغ وزير العدل, وبيرات البيراك وزير الطاقة, ونعمان كورتلموش نائب رئيس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم الحكومة.
ويمتلك برات البيراك وزير الطاقة وزوج ابنة أردوغان فرصة كبيرة لتولي هذا المنصب.
وتشير التقارير إلي أن خلافات أردوغان مع داود أوغلو سببها في الأساس عدم ارتياح رئيس الوزراء لرغبة أردوغان في تغيير النظام السياسي للبلاد من برلماني إلي رئاسي, وتعديل الدستور لنقل جميع الصلاحيات إليه, وتغيير التوازن بين السلطات لصالحه.
وذكرت وكالة رويترز في تحليلها للموقف الحالي في تركيا أنه من المحتمل إجراء انتخابات عامة مبكرة في تركيا هذا العام بعد ابتعاد داود أوغلو من رئاسة الوزراء, الأمر الذي قد يهز ثقة المستثمرين ويمثل اختبارا للعلاقات مع أوروبا في وقت يعمل فيه أردوغان علي التعجيل بمساعيه لتعزيز صلاحيات الرئاسة.
وفي سياق منفصل, ذكرت مصادر إعلامية تركية أن قوات الشرطة المسئولة عن تأمين مطار تل أبيب ألقت القبض علي وفد من حزب الوحدة الكبري التركي برئاسة مصطفي دستجي وأحالتهم إلي قسم التحقيقات في المطار.
وقالت شبكة إن تي في الإخبارية إن التحقيقات مع أعضاء الوفد استغرقت ساعة ونصف الساعة, وقد أدي التطور إلي استياء رئيس الحزب القومي الإسلامي, ولكن أسباب زيارة الوفد إلي إسرائيل لم يتم الكشف عنها.