منحت جامعة ليفربول البريطانية الأحد درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، وذلك اعترافاً وتقديرًا لجهوده الكبيرة وتأثيره العالمي في نشر التسامح والتفاهم بين الأديان على مستوى العالم.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ جامعة ليفربول البريطانية العريقة التي انشأت عام 1881، أن يتم منح الدكتوراه الفخرية لعالم مسلم.
وفي أول رد له على منحه تلك الجائزة، قرر فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إهداء الدكتوراه إلى مصر العظيمة في عهدها الجديد داعيا المولى عز وجل أن تسود روح المودة والمحبة والأمل بين شعب مصر العظيم ، كما أهدى فضيلته الدكتوراه لداعمي الوحدة الوطنية بين مسلمي مصر ومسيحييها وإلي كل من يساهم في بناء مصرنا الحبيبة.
وفضيلة المفتي، أن منح الدكتوراه الفخرية لعالم دين مصري مسلم يؤكد أن الجهود التي قامت بها مصر وعلماؤها علي مر التاريخ في نشر صحيح الدين وفلسفته، وحقيقته السمحة الوسطية نحو التعايش السلمي وبناء الحضارة الإنسانية قد نجحت في إثبات أن هناك فرصًا حقيقية وواعدة لزيادة علاقات التقارب والتواصل الفكري والحضاري والإنساني والثقافي بين الحضارتين العربية الإسلامية والغربية- خاصة بين المؤسسات الدينية والروحية- إذا خلصت النوايا وتحمل جميع القادة والمفكرين والمستنيرين ذوي التأثير في العالم مسئوليتهم العالمية.
وأشار مفتي الجمهورية، عقب تلقِّيه خطاب منح الدكتوراه، إلى أن جامعة ليفربول كانت ولا تزال معروفة بمؤسساتها الدينية وانخراطها مع العالم الحديث، وهي أيضًا تُعرف بانفتاحها على الديانات والمعتقدات الأخرى، والتزامها بمبدأ التقارب والتفاهم، خاصة في هذا التوقيت الذي أصبح من المهم فيه أن نتراحم ونتكاتف فيما بيننا كعلماء دين ، وأن نتفهم ما تطلبه دياناتنا منا لنشر المحبة والعدل في حياتنا الدنيوية أقصى ما نستطيع.
ومن جانبه أكد الدكتور هيو توماس- المبعوث الشخصي لرئيس جامعة ليفربول- والذي حضر إلي القاهرة لتسليم خطاب لجنة الأمناء أن لجنة منح الجوائز والدرجات الفخرية التابعة للجامعة قد قرَّرت بالإجماع منح الدكتور علي جمعة- مفتي جمهورية مصر العربية- درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية؛ اعترافاً وتقديرًا لدوره الفاعل، وجهوده المؤسسية الكبيرة في نشر التسامح والتفاهم بين الشرق والغرب، وبين الأديان على مستوى العالم وأشار أن فضيلة المفتي قيادة دينية لها قبول في العالم أجمع ويملك قدرات وإمكانيات هائلة للتواصل مع العالم أجمع وتقديرا لهذه الجهود التي استمرت لأكثر من عقدين فقد رأينا بالاجماع تكريم هذه القامة الدينية الكبيرة ليكون أول قيادة إسلامية يتم منحها درجة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الجامعة.
وأشار طوماس أن توقيت منح الأستاذ الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية يعد رسالة تكريم أخرى لمصر ولشعب مصر الذي نال احترام وتقدير العالم خاصة في بريطانيا بعد ثورته والدخول في عصر جديد .
وقال: إن الجامعة ستعقد مراسم منح الدكتوراه لفضيلة المفتي في احتفالات التخرج بالجامعة، والتي تقام في كاتدرائية ميتروبوليتان بجامعة ليفربول في شهر يوليو القادم بمدينة ليفربول بإنجلترا، مشيرًا إلى أن جامعة ليفربول تُعد من المؤسسات الأكاديمية الكبرى من بين جامعات أوروبا التي تقبل الطلاب والدارسين من مختلف الخلفيات والمعتقدات الدينية.
الجدير بالذكر أن "جامعة ليفربول هوب" هي إحدى جامعات مدينة ليفربول بإنجلترا، وتُعد الجامعة المسيحية المسكونية الوحيدة في أوروبا، وعلى خلاف كافة الجامعات في إنجلترا تعتمد استراتيجية عبر قرن ونصف القرن من الزمن لبناء القيم الدينية التي لا ترفض قيم الديانات الأخرى، وتسعى إلى إرساء قيم الانفتاح، وأن تكون متاحة للجميع، والاهتمام بالعقيدة، والانفتاح على الآخر، وإقامة علاقات طيبة مع الآخرين، وحسن الضيافة، والترحاب والشمولية والتكامل، والانخراط في شراكات على نطاق واسع.
تفتخر الجامعة بمدى كفاءة البحث العلمي لديها، إذ إنها تهدف إلى تحقيق أعلى المعايير الأكاديمية، وتعمل على الارتقاء بمدى كفاءة الخبرة التعليمية إلى أعلى مستوى، كما أنها لا تؤمن بأن مهمة التعليم تقتصر على إعداد الفرد لعالم العمل، بل أيضًا إعداد الطالب للعمل من أجل العالم.
وفي دليل للتأكيد على مدى الكفاءة العلمية للجامعة، فإن نسبة الطلاب الذين يحصلون على وظائف في نفس عام التخرج تبلغ حوالي 98.3% من خريجي الجامعة، ولذا فهي تُعد من أنجح الجامعات في شمال غربي إنجلترا من حيث توظيف الخريجين، وهي تجتذب الطلاب من أكثر من 65 دولة في العالم.