من المفارقات العجيبة، أن يقف مسجون هارب على أبواب محبسه، لتسليم نفسه، لاستكمال فترة العقوبة، ولكن الحراس وإدارة السجن، ترفض استقباله بدعوى أن السجن مازال تحت التشطيب.
لم تكن السطور السابقة موجزا لرواية خيالية أو مشهدا فى أحد الأفلام، ولكنه سيناريو من الواقع كان بطله "أحمد سعيد محمود الشراب" المقيم برقية الماى التابعة لشبين الكوم بالمنوفية، والهارب من سجن شبين الكوم.
أحمد قال أنه تم الحكم عليه بالسجن 3 سنوات فى قضية مخدرات وقضى من العقوبة حوالى سنتين بسجن أبو زعبل، حتى اندلعت ثورة 25 يناير وخرج من السجن مع السجناء الذين خرجوا منه، لأنه ببساطة كان البقاء فى السجن فى تلك الأحداث معناه الموت.
وتابع أحمد حكايته قائلا: ذهبت إلى السجن لتسليم نفسى، ولكن المسئولين رفضوا استقبالى بدعوى أن السجن تحت التشطيب، وأن العنابر يتم بها عملية تجديد، الأمر نفسه تكرر فى عدة سجون أخرى ومنها سجن شبين الكوم بمحافظة المنوفية التى يقيم بها إلا أنهم رفضوا أيضا استقباله، وقالوا له إنهم لا يمتلكون دليلا على أنه كان مسجونا، وهو الأمر الذى جعله يمر على معظم سجون مصر، لتسليم نفسه دون فائدة.
وأكد أحمد، أنه يريد فقط استكمال باقى العقوبة، ليخرج بعدها إنسانًا آخر يستطيع أن يعيش حياته بشكل طبيعى مع أطفاله الـ 5، بدلا من أن يعيش أيامه مهددًا.