اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن سقوط جهاز أمن الدولة قد يعتبر أخطر من سقوط الرئيس مبارك نفسه.
وأضافت أن ذلك يأتي من حجم المعلومات الخطيرة التي يمكن أن تكشف عنها الوثائق السرية الخاصة بالجهاز والتي تم إنقاذ الكثير منها.
وأشارت إلى أن الوثائق يمكن أن تقدم الكثير من المعلومات عن حالات فساد أعضاء في نظام حكم مبارك ويمكن أن تسبب دويا هائلا في الأوساط الجماهيرية حال إعلانها على الملأ.
وأوضحت أن الجهاز كان مسئولا عن قمع المعارضين السياسيين ومواجهة الإرهاب في الداخل ومعروفا بسمعته السيئة كأداة لممارسات التعذيب البشعة ضد المعارضين.
وأضافت أن جهاز أمن الدولة تعاون كذلك مع الولايات المتحدة في جهود احتواء الإرهاب وأنه من المحتمل أنه يحتفظ بملفات بخصوص برامج التسليم والتي بمقتضاها كان يتم نقل المشتبه بهم في تهم تتعلق بالإرهاب إلى القاهرة من قبل عملاء الولايات المتحدة.
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هناك بعض الأدلة على أن بعض الوثائق بالغة الحساسية ربما تكون قد تم تدميرها، فيما تم نقل الجزء الآخر من قبل أجهزة التحقيق تحت مراقبة الجيش.
وأضافت "واشنطن بوست" أن المحتجين الذين تجمعوا خارج مقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر بعد ظهر أمس كانوا قد تمكنوا من دخول المبنى عبر باب جانبي بعد رؤيتهم أربعة شاحنات محملة بأكياس مخلفات أوراق تم فرمها. و عثر المحتجون على كميات كبيرة من الوثائق التي تم فرمها وكذلك أكوام من الملفات وأجهزة الكمبيوتر التي تم ضبطها وحمايتها من أن تمتد إليها محاولات الإتلاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الوثائق من بينها واحدة تتضمن الاعتداء على كنيسة القديسين في يناير الماضي وأخرى تتضمن الأمر بتسجيل الإتصالات الهاتفية للمشاركين في البرامج الحوارية السياسية جرى تحميلها على موقع "تويتر" قبل أن يصل ممثلو أجهزة التحقيق والبدء في الاستيلاء على الملفات.
ونقلت الصحيفة عن أحد المحتجين قوله إنه يوجد ملفات بشأن كل شئ مثل المدارس والمستشفيات وليس فقط المعارضين السياسيين بل وعن المسئولين الحكوميين كذلك.
واشارت الصحيفة نقلا عن بعض الأفراد الذين شاركوا في اقتحام مقر جهاز أمن الدولة أنهم عثروا كذلك على أدوات كانت تستخدم في التعذيب مثل أجهزة الصدمات الكهربائية. كما أشاروا إلى وجود نحو ثلاثة أدوار تحت سطح الأرض.