أصدرت اللجنة القومية لتقصي الحقائق في أحداث ثورة‏25‏ يناير برئاسة المستشار عادل قورة رئيس مجلس القضاء الأعلي ورئيس محكمة النقض السابق .

بيانا أكدت فيه قيام أجهزة الأمن باطلاق الأعيرة النارية والرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع علي المتظاهرين خاصة يوم جمعة الغضب وتم استخدام القناصة علي اسطح مجمع التحرير وفندق رمسيس هيلتون ومبني ديوان وزارة الداخلية لقتل المتظاهرين وأن معظم لاصابات بالرأس والرقبة والعين الصدر‏.‏ صرح بذلك المستشار عمر مروان مقرر اللجنة‏.‏

وأكد اثنان من كبار رجال الشرطة السابقين أن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي هو المسئول عن اصدار الأمر باطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين وقد طلبت اللجنة من وزارة الداخلية يوم‏22‏ فبراير الماضي موافاتها بالتعليمات الدائمة والخطة الأمنية المقررة لمختلف القطاعات المعنية بالوزارة لمواجهة المظاهرات وتحديد المسئول عن أوامر اطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين خلال الفترة من‏25‏ يناير الي‏11‏ فبراير‏,‏ وكذلك تحديد المسئول عن اصدار الأمر بانسحاب قوات الشرطة واحداث الفراغ الأمني لترويع وتخويف المواطنين‏.‏

وقامت الداخلية بإرسال تقريرها الي اللجنة والنيابة العامة‏.‏

وقد أدلي شهود عيان بمعلومات حول سيارة قام ركابها باخفاء لوحاتها المعدنية كانت متوقفة علي كوبري‏6‏ أكتوبر وبها عدد من البلطجية يحملون قطع حديد وأسلحة بيضاء وعددا كبيرا من جراكن مليئة بالبنزين وأخبروهم بأنهم قاموا بحرق مقر الحزب الوطني وتمكن أحد شهود العيان من تصوير أرقام السيارة وقد شاهدوا سيارة مدرعة بها عدد من ضباط الأمن المركزي وعناصر من الشرطة يطلقون الرصاص الحي تجاه المتظاهرين أمام فندق رمسيس هيلتون بغرض قتلهم‏.‏ وقد توافرت لدي اللجنة القومية لتقصي الحقائق معلومات وأشرطة فيديو حول السيارة الدبلوماسية التي تحمل رقم‏20‏ والتي شوهدت تنطلق بسرعة وتصدم كل من تصادفه في طريقها وأصابت عددا كبيرا من المواطنين‏,‏ وأكد شهود العيان أن السيارة تابعة للسفارة الأمريكية‏.‏

وتقوم اللجنة بالاستعلام من السفارة عن سبب وظروف وجود هذه السيارة بين المتظاهرين‏,‏ وكذلك قيام سيارتين مصفحتين للشرطة تنحرف الأولي عمدا لتصدم المتظاهرين وتسير الأخري للخلف في محاولة لصدم المواطنين‏.‏

وأضاف البيان أن شهود العيان أكدوا وصول مؤيدين للنظام السابق ومجموعة كبيرة من البلطجية الي ميدان التحرير قادمين من منطقة شق الثعبان ومجموعة أخري من ميدان عبدالمنعم رياض يمتطون الجمال والجياد ويحملون عصيا غليظة وأسلحة بيضاء وانهالوا بها علي المتظاهرين وألقوا عليهم الطوب وكسر الرخام فأصابوا وقتلوا عددا كبيرا من المتظاهرين وبثوا الرعب بين المواطنين فيما يعرف بموقعة الجمل‏,‏ وتمكن المتظاهرون من القبض علي عدد من البلطجية وقاموا بتسليمهم الي القوات المسلحة‏.‏ وأكد شهود عيان معرفتهم لأسماء عدد منهم والمسئول عن التمويل‏.‏

وأكد الأطباء بمستشفي قصر العيني التعليمي للأمانة العامة للجنة تقصي الحقائق في أحداث الثورة خلال زيارتها للمستشفي انه ابتداء من الساعة‏3.30‏ يوم جمعة الغضب توافدت أعداد كبيرة من المصابين باصابات مختلفة وزادت الأعداد مساء نتيجة الاختناق بالغاز المسيل للدموع واصابات بالأعيرة النارية والخرطوش وقد استقبل المستشفي في ساعة واحدة مائة حالة مصابة بانفجار في العيون ونزيف في الصدر وتهتك بالرئة حتي وصل العدد الي‏200‏ مصاب في صباح اليوم التالي‏,‏ وتركزت اعداد المصابين والشهداء في أيام‏28‏ ـ‏29‏ يناير و‏2‏ و‏3‏ فبراير ووصلت حالات الوفاة الي‏32‏ حالة مصابة بطلق ناري‏.‏

وأضاف شهود العيان المصابون بالمستشفي في أحداث الثورة ان تشكيلات من الأمن المركزي أمعنت في ضرب المتظاهرين بميدان التحرير وقيام قناصة بملابسهم الرسمية باطلاق الرصاص الحي من أسطح مبني الجامعة الأمريكية وبعض المباني المحيطة بالميدان بغرض قتل المواطنين واستخدام أجهزة الأمن للقنابل المسيلة للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين‏.‏

وفي دليل علي وحشية الشرطة أصيب شاب بـ‏14‏ رصاصة حية أثناء محاولته تفادي الدهس بالسيارة وتم تهشيم رأس شاب آخر تماما من قبل عناصر من الشرطة رغم حمله لافتة سلمية‏..‏ سلمية كما حاولت قوات الأمن استدراج المتظاهرين الي الشوارع الجانبية من ميدان التحرير لقتلهم بلا رحمة لمن يسقط أرضا لضمان إنهاء حياته‏.‏

وقامت لجنة تقصي الحقائق بتكليف عدد من الفنيين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بتفريغ أشرطة الفيديو التي وردت الي اللجنة من هيئة الاستعلامات والقنوات التليفزيونية والمواطنين حول أحداث‏25‏ يناير وتجميع كل الأدلة والوقائع وعمل تقرير يرفع الي النيابة العامة لاتخاذ ماتراه بشأن هذه الوقائع‏.‏