استطاع الدكتور علي عبد العال الوصول إلى رئاسة مجلس النواب بأغلبية ساحقة، بعدما حصل على 401 صوت في الانتخابات بين من ترشحوا لهذا المنصب من أعضاء البرلمان، وذلك لثقة النواب فيه، ولشهرته الواسعة التي حققها داخل الأوساط السياسية، فهو أستاذ القانون الدستورى والإداري بجامعة عين شمس.
ويبدو ان عبد العال اعتاد معاملة النواب الجالسين أمامه، وكأنهم طلاب، فلم تتغير معاملته كثيرا مع أعضاء مجلس النواب بعد توليه رئاسة المجلس، فتارة يقوم بتهديد النواب بأنه سيطبق نظام الحضور بالبصمة بعد تغيب عدد من النواب.. وتارة أخرى يقوم بطرد العديد منهم.. وثالثة ينفعل بسبب وقوفهم لطلب الكلمة، قائلا: "أنا طويل وشايف القاعة كلها".
ويرصد "الدستور" أغلب هذه الوقائع التي كان رئيس المجلس بطلها منذ توليه المنصب.. فيما يلي..
* انفعل عبد العال بعد تغيب 150 نائبًا في إحدي الجلسات المسائية، قائلا: "سأضطر لتطبيق نظام الحضور بالبصمة اعتبارا من الجلسة القادمة، وتطبيق اللائحة بحق المتغيبين، ونشر أسمائهم في إحدى الصحف".
وأضاف رئيس المجلس: "أنتم تحملون أمانة عن الشعب.. المجلس يصرف بدل عن هذه الجلسات.. وهناك حرمة للمال العام".
* اعترض عبد العال على خروج عدد كبير من النواب خلال إحدى جلسات مناقشة مواد اللائحة الداخلية، موجها حديثاً حاداً للحاضرين: "أعمل فيكم إيه يعنى؟!، أعملكم حضور وغياب".
وعندما طالبه البعض برفع الجلسة، رد، قائلا: "مش هرفع الجلسة ومش هنروح إلا لما نخلص اللائحة، لا يمكن أن نواجه الرأي العام واحنا بقالنا 15 يوما ما خلصناش اللائحة".
* وجَّه "عبد العال" حديثاً حاداً لأحد النواب، خلال الجلسة العامة لمناقشة المادة الخاصة بـ"أيام انعقاد الجلسات"، قائلاً: "انت مش هتمشينا على مزاجك".. وذلك بعدما شهدت الجلسة حالة من الهرج لتأييد البعض انعقاد 3 جلسات كل أسبوع وآخرين كل أسبوعين.
* وخلال جلسة أخرى لمناقشة اللائحة الداخلية.. وقف العديد من النواب لطلب الكلمة؛ الأمر الذي رفضه رئيس المجلس، وطالبهم بالجلوس أكثر من مرة.. ومع عدم استجابة النواب؛ انفعل "عبدالعال"، قائلًا: "أنا طويل وشايف القاعة كلها".
* طَرَدَ "عبد العال" النائب توفيق عكاشة، من قاعة مجلس النواب؛ وذلك بعد احتجاجه على عدم منحه الكلمة- والتي كان طلبها وأدرج اسمه لدى الأمين العام في المضابط قبل هذه الجلسة بـ24 ساعة- ولم يأذن له.
وبسبب نبرة الانفعال في حديث "عكاشة"؛ قرر "عبد العال" طرده، ووافق النواب الحاضرين على ذلك.
وفي نفس اليوم.. وخلال الجلسة المسائية.. رفض الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، دخول "عكاشة" إلى القاعة، قائلا: "صوَّتنا على إخراجه من القاعة .. وما يدخلش القاعة تاني".
* وشهدت "جلسة الطرد"- كما أُطلق عليها إعلاميا- طرد ثلاثة نواب على التوالي.. كان أولهم النائب أحمد الطنطاوي، والذي يمثل أول حالة طرد من القاعة أثناء مناقشة قانون تنظيم الطعن على عقود الدولة؛ بسبب قطع الكلمة عنه، وعدم منحه المزيد من الوقت لشرح أسباب اعتراضه على القانون.. فقام "عبد العال" بالتصويت على طرده.
* احتج النائب سعيد حفني، وأعلن تضامنه مع "الطنطاوي"؛ فطلب رئيس المجلس إخراجه من القاعة، فخرج النائب وهو يلوح بيده.
* وكان النائب أحمد الشرقاوي، بطل واقعة الطرد الثالثة، بعدما اعترض على طريقة إدارة رئيس المجلس للجلسة، وهو ما ردَّ عليه "عبد العال"، قائلاً: "اتفضل إخرج بره".
* وللمرة الثانية.. تم طرد النائب أحمد الطنطاوي، بسبب محاولته الحصول على الكلمة؛ لتقديم مذكرة اعتراضية على إقرار المادة الخاصة بنسبة تشكيل الإئتلافات البرلمانية، وهو ما انفعل بسببه "عبد العال"، قائلا: "أنت تحاول للمرة الثانية اختطاف المجلس".
* وللمرة الثالثة مع نفس النائب.. وجه "عبد العال" اللوم للنائب أحمد الطنطاوي؛ لحضوره إحدي الجلسات مرتديا "تي شيرت"، وطلب منه- بعد التصويت على إسقاط عضوية توفيق عكاشة- بعدم الحضور بهذا الزي مرة أخرى"، فردَّ النائب: "اللائحة لم تفرض زيًّا محدداً لحضور الجلسات.. هل هذا الطلب وفقا للائحة، أم للهوى؟.
فقال رئيس المجلس: "الأعراف البرلمانية لم تشهد حضور نائب بهذا الزي.. فهو غير مقبول.. إحنا مش في ملعب كورة".
* النائب إيهاب عبد العظيم، أحد النواب الذين كانوا يعملون بجهاز الشرطة سابقا، طالب بالنص في اللائحة الداخلية للمجلس، على السماح للعضو الذى تقدم باستقالته من جهاز الشرطة، بالعودة إلى عمله بعد انتهاء عضويته.
وقال النائب- خلال الجلسة العامة-: "أقسم بالله ما أقوله صحيح ولا أكذب، تقدمت باستقالتي في 2007 وكنت عضوا بمجلس الشورى، ورجعت إلى عملي في 2010، وترشحت وفزت كمستقل وحاربوني في الحزب الوطني وقتها؛ لأني كنت النائب الوحيد المستقل الذى نجح فى الانتخابات، وكل النواب الذين كانوا تقدموا باستقالاتهم عيَّنهم سامح فهمي- وزير البترول فى هذا الوقت- وقامت الثورة، وفضلت سنة أجري على الشركات".
وقاطع الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، النائب "عبد العظيم" قائلا: "يا سيادة النائب بناء عليه قول طلبك، انت بتحكي قصة حياتك".
* وخلال إعلان رفع إحدى الجلسات الصباحية.. طالب "عبد العال"، الأعضاء" بعدم مغادرة المجلس، داعيًا إيّاهم للبقاء لحضور الجلسة المسائية، والانتهاء من عرض ومناقشة والتصويت على مشروع اللائحة الداخلية الجديدة للمجلس، قائلا "لا تغادروا المجلس، وبلاش تروّحوا، المطعم مفتوح"، مؤكدا على أهمية الجلسة المسائية وضرورة تواجد كل الأعضاء فيها.