لم يكن لقاء الإعلامي والنائب البرلماني، توفيق عكاشة، بالسفير الإسرائيلي في القاهرة، حاييم كورين، أمس الأول، ‏الخميس 25 فبراير، حديث الصحف ووسائل الإعلام المصرية فقط، ولكنه حظى أيضًا باهتمام كبير من ‏وسائل الإعلام العبرية، التي سلطت الضوء عليه بكثافة، لتثبت أن اللقاء كان رسميًا، وممثلًا عن الشعب ‏والأمة، من أجل عودة العلاقات المصرية الإسرائيلية، بصفته نائبا عن الشعب المصري.‏

فعقب عاصفة الغضب التي تلقاها الإعلامي من لقائه بالسفير الإسرائيلي، وهياج الرأي العام عليه، خرجت ‏صحيفة معاريف الإسرائيلية، تدافع عن النائب البرلماني، مشيرة إلى أن هناك طلبات انهالت على ‏المستشار علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب بشأن إقالة عكاشة من البرلمان، بصفته خائنًا لدم الجنود ‏والناخبين الذين انتخبوه.‏

وأوضحت الصحيفة أن لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلي كان وديًا، وتم خلاله مناقشة قضايا عدة، في ‏مقدمتها السلام مع الفلسطينيين، وأيضًا أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا.‏

وأكدت الصحيفة أن الطرفين تطرقا إلى موضوع المنظمات الإرهابية في فلسطين، ومنها حركة حماس ‏في قطاع غزة، التي أشارت إليها أنها تعمل ضد السلطة الوطنية الفلسطينية.‏

وفي السياق، أشارت صحيفة جيروزاليزم بوست، إلى استياء الكثيرين خاصة النواب من هذا اللقاء، وأفردت ‏في تقرير لها الانتقادات التي وجهها النائب البرلماني إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ‏واقتراحه بحل الدولتين للقضاء على الإرهاب.‏

وأشارت بوست إلى أن دراسة استقصائية أجريت في أعقاب الاجتماع كشفت أن 90% من المصريين ‏يعارضون اللقاء بين عكاشة وكورين‎.‎

وعقدت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي، لقاء مع المحلل الإسرائيلي بالشئون العربية، عوديد جرانوت، ‏حول ما تم في اللقاء وما بحثه الطرفان، والذي أكد أن عكاشة رغب في زيارة إسرائيل ولقاء الصحفيين ‏الإسرائيليين، والصلاة بالمسجد الأقصى بالقدس. ‏

وأضاف أن النائب البرلماني، طالب بزيادة التعاون بين تل أبيب والقاهرة، في عدة مجالات منها السياسة ‏والاقتصاد وغيرها، موضحًا أن هذه الأمور لم يتم الحديث عنها من قبل أي مسئول في مصر. ‏

وكشف المحلل الإسرائيلي النقاب عن أن الإعلامي طلب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ‏للحديث معه حول التوصل للتسوية فيما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين. ‏

وأثنى جرانوت، على المبادرة التي قام بها عكاشة ولقائه السفير، مؤكدًا أنه رغم كونها مبادرة شخصية منه ‏إلا أنه لا يمكن التقليل من شأنها لكونه عضوًا بالبرلمان المصري. ‏

كما أشادت هيئة البث الإذاعي والتليفزيون "ريشت هشدور" بجرأة الإعلامي، مستغلة كونه نائبًا ‏بالبرلمان؛ للحديث عن أنه يحوم في الأفق توطيدًا للعلاقات بين تل أبيب والقاهرة، واصفة اللقاء بالفريد من ‏نوعه ولم يسبق له مثيل. ‏

كما ذكر موقع همكور الإسرائيلي، أن السفير الإسرائيلي أجرى لقاءات غير مسبوقة، مع صحفيين ‏مصريين ومع عضو مجلس النواب توفيق عكاشة، دون التكتم على أي منها، رغم نفي نقيب ‏الصحفيين يحيى قلاش إجراء الأخير أي لقاءات مع صحفيين مصريين.‏

‎ ‎وعلق موقع واشنطن فري بيكون الإسرائيلي، على الزيارة مؤكدًا أنها جاءت تحديًا لدعوة البرلمان ‏المصري بمنع تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية، وأنه إذا كان عكاشة يحاول كسب انتباه الجمهور له ‏وضرب المؤسسة القاهرية "البرلمان" فإنه بالفعل نجح في ذلك‎.‎

وأفرد الموقع مساحات لنشر تصريحات عكاشة عقب اللقاء، التي قال فيها: "السفير تقبل كلامي، وقال إحنا ‏موافقين، وهنساعدكم وهبلغ بيه نتنياهو يوم الجمعة، وسآتي لزيارتك يوم الأحد وأبلغك بموقفه".‏

وقام "المصدر" التابع للحكومة الإسرائيلية، بإفراد مساحة كبيرة لتصريحات عكاشة خلال اللقاء، حول ‏إعلانه نيته مغادرة مصر، وطلب اللجوء السياسي احتجاجًا على ما اسماه عودة هيمنة الأمن علي الوضع ‏السياسي والبرلماني في مصر. ‏

وعلقت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، على الهجوم الشديد الذي تلى لقاء عكاشة بالسفير الإسرئيلي، ‏بأن ما يحدث الآن هو تصدعات في الجدار المانع للتطبيع بين القاهرة وتل أبيب، موضحة أن أكبر دليل ‏على ذلك هو الخطوة الاستثنائية التي تمثلت في لقاءات السفير الإسرائيلي حاييم كورين خلال الأيام ‏الماضية مع النائب البرلماني توفيق عكاشة، والهجوم الذي تلى هذا اللقاء.‏