بثورتهم ''البيضاء''، التي تحدث عنها العالم من أقصاه إلى أقصاه، احتل الشباب المصري غلاف مجلة ''تايم'' الأمريكية، في عددها الذي سيصدر في 28 فبراير الجاري، تحت عنوان ''جيل تغيير العالم''، في إشارة إلى ما أحدثه شباب المحروسة، بثورته التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم، وإسناد مهمة تسير أمور البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد 18 يوماً من التظاهرات ''السلمية''، التي يتبنى المشاركون فيها مطالب ''مشروعة'' تتمثل في إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ارتفعت مع العنف الذي مارسته قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية ضد المتظاهرين، لتصل إلى المطالبة بإسقاط الرئيس مبارك ونظام حكمه المهيمن على مقادير البلد منذ أكثر من 30 سنة.

وبدأت انتفاضة المصريين، في 25 يناير المنصرم، لتندلع بعدها التظاهرات الغاضبة في كافة أنحاء الجمهورية، على الأوضاع القائمة في البلاد.. وعلى مدى 18 يوماً، اعتصم الآلاف في ميدان التحرير، وأعلنوا أنهم لن يبرحوا أماكنهم طالما بقى مبارك في موقعه رئيساً للجمهورية، حتى جاءت لحظة إعلان نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان عن تخلي رئيسه عن الحكم.

وضرب الشباب المصري مثلاً، للتظاهر السلمي، مما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة غربيين آخرين إلى ضرورة التعلم من شباب مصر، الذي انتفض بعد تخلي مبارك عن الحكم وقام بعملية ترميم وتنظيف وتجميل لميدان التحرير الذي شهد تظاهراتهم المليونية، وجمعهم من الغضب حتى النصر. وكذلك كل الشوارع والأماكن التي طالها تخريب، حتى أقسام الشرطة.