ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن عودة يوسف القرضاوى، رجل الدين المصرى البارز إلى مصر أثارت قلقًا واسعًا فى الغرب وأضافت أن الرجل الممنوع من الدخول إلى الولايات المتحدة وبريطانيا لتأييده أعمال العنف ضد إسرائيل ألقى أمس خطبة الجمعة الأولى له منذ 50 عامًا بمصر من ميدان التحرير، ليصبح بذلك صوتا مهما فى النضال من أجل تشكيل إطار للدولة المصرية بعد الإطاحة بالرئيس مبارك.

وأشارت الصحيفة إلى أن القرضاوى، وهو مقدم برنامج تليفزيونى شهير يصل متابعوه إلى عشرات الملايين حول العالم، خاطب جمهورًا يتجاوز عدده مليون مصرى تجمعوا فى ميدان "التحرير" للاحتفال بالثورة ولتكريم الشهداء.. وحث المصريين والعالم العربى على "عدم محاربة التاريخ"، وإدراك أنه "لا يمكن تأجيل اليوم عندما يبدأ، فالعالم العربى بدأ يتغير".

وتزامن خطابه للمصريين مع شن كل من الحكومة البحرينية والليبية واليمنية لحملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين الذين نزلوا للمطالبة بحقوقهم مثلما فعل شباب "الغضب" فى مصر.. وكان القرضاوى قد فر من مصر إلى قطر عام 1961، ويعد مصدر إلهام فكرى لجماعة "الإخوان المسلمين"، واعتقل ثلاثة مرات للعلاقة التى تربطه بالجماعة وقضى معظم حياته بالخارج.

ورأت "نيويورك تايمز" أن شهرة القرضاوى وبروزه تجسد الخطر المحتمل أمام الغرب فى الوقت الذى تتفتح فيه الآفاق فى البلاد، فبرغم إدانة رجل الدين الشهير لهجمات 11 سبتمبر، إلا أنه أيد العمليات الانتحارية ضد إسرائيل والهجوم ضد القوات الأمريكية فى العراق.


وشدد القرضاوى أمس بحسب الصحيفة الأمريكية على ضرورة إحلال الديمقراطية، والتعددية، تلك السمات التى طالما أكد عليها فى كتاباته وخطبه، وبدأ خطبته بتجاهل افتتاحيته المعتادة بقول "أيها المسلمون"، ليقول بدلا من ذلك "أيها المسلمون والأقباط"، وأثنى على المسلمين والمسيحيين لوقوفهم جنبا إلى جنب فى الثورة المصرية، بل وأشاد بـ"شهداء" الأقباط، الذين قاتلوا الرومانيين والبيزنطيين".."أدعوكم للركوع والصلاة معًا".

وأشارت الصحيفة، من ناحية أخرى، إلى أن هناك دلالات جديدة ظهرت أمس تؤكد تغير البلاد، فالجيش حذر العمال من أنه سيوقف ما وصفه "بالإضرابات غير القانونية"، التى تعوق الاقتصاد المصرى، ومعلنا عن أنه "سيواجههم ويتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية أمن الأمة".

وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية سمحت، من ناحية أخرى، بمرور سفينتين من البحرية الإيرانية من قناة السويس، وهى المرة الأولى منذ الثورة الإيرانية 1979، مما أثار قلق المسئولين الإسرائيليين ودفعهم لوصف الخطوة "بالاستفزاز"، غير أن المسئولين المصريين أكدوا أن السفن لم تكن تحتوى على أسلحة.