دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي ثوار مصر للوحدة والمحافظة على الثورة والعمل على ألا تسرق منهم.

وأكد القرضاوي في خطبة الجمعة في ميدان التحرير بوسط القاهرة أن الثورة "لم تنته وإنما بدأت الآن"، مشيرا إلى أن الكثير من مطالبها لم تتحقق وفي مقدمتها إزالة هذه الحكومة "التي شكلها الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي تذكرنا وجوهها بتلك المآسي والمشاهد المروعة التي رأيناها، من خيل وبغال وجمال تجوب ميدان التحرير ومن سيارات شرطة وهي تدوس أجساد المواطنين".

وقال القرضاوي في خطبته أمام مئات الآلاف من المصريين إنه مؤمن بأن جيش مصر لن يكون أقل وطنية من جيش تونس، ودعاه إلى تخليص الشعب من تلك الحكومة، وإلى إطلاق سراح المساجين الذين أفنوا سنى عمرهم في السجون بسبب أحكام محاكم عسكرية في ظل أحكام الطوارئ.

وهنأ القرضاوي "الشباب الثائر الذي بودي لو أقبل أيديهم واحدا واحدا"، مشبها إياهم بالأنصار (الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).

واستشهد في خطبته المطولة بالآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) على أن الشاعر التونسي أبا القاسم الشابي لم يكن ضالا ولا مضلا حين قال: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.

وأسهب القرضاوي في المقارنة بين سلوك النظام المصري في أيام مبارك مع فلسفة فرعون في احتقار الشعب حينما قال مخاطبا سحرته (آمنتم له قبل أن آذن لكم).

وطالب جميع المصريين بتأييد الثورة عن طريق الإخلاص في العمل والصبر قليلا وإلى تأجيل إضراباتهم الفئوية، "لأن جميع المطالب لا يمكن أن تتحقق في يوم واحد والله سبحانه خلق السموات في سبعة أيام وكان بإمكانه أن يخلقها في يوم واحد، وذلك تأكيدا على سنة التدرج". مشيرا إلى أن اقتصاد مصر يحتاج إلى سواعد أبنائها للبناء.

وفي بداية الخطبة خاطب القرضاوي المتظاهرين بالقول إن "الخطباء دأبوا على القول في بداية خطبهم أيها المسلمون، وأنا أقول أيها المسلمون والأقباط المسيحيون"، مشيرا إلى أن "نصر الثورة اليوم لكل المصريين" وأن هذه الثورة انتصرت على "الطائفية المقيتة" التي خلقوها أمس، وسرد أمثلة لتلاحم المسيحيين والمسلمين في أيام المظاهرات، ومن ضمنها مشهد المسيحيين وهم يحرسون إخوانهم المسلمين وقت أداء الصلاة.

وفي ختام الخطبة خاطب القرضاوي الحكام العرب بالقول "لا تناطحوا المريخ ولا تعاندوا التاريخ فالشعوب تغيرت ولا يمكن أن يضحك عليها الآن". ودعاهم إلى الاستجابة لمطالب الإصلاح والتغيير.

وقال إن لديه إحساسا "كما أقر عيني بتحرير مصر بأني سأخطب في المسجد الأقصى بعد تحريره"، ودعا المجلس العسكري المصري إلى فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين.