بعد إعلان السعودية وتركيا تحالفهما استراتيجيًا..
 30 يونيو فرقت بينهما والمد الشيعي جمعهما من جديد
عسكري: أردوغان علاقته طيبة بأعداء الملك سالمان وهدف «استخباراتي» وراء التحالف
تحجيم «إيران» هدفهما.. والخطوة تخدم «واشنطن»
اقتصادي: تعاونهما اقتصاديًا بدأ منذ 10 سنوات.. وتحالفهما متوقع
ليس تقاربا يلوح في الأفق، بل تعاون استراتيجي رسمي ومعلن من قيادات الدولتين، فمنذ ساعات أعلن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره التركى مولود شاوش أوغلو أن بلاده وتركيا اتفقتا على ضرورة إنشاء «مجلس تعاون استراتيجى» لتعزيز التعاون العسكرى والاقتصادى والاستثمارى بين البلدين.
بما تنذر هذه الخطوة وما أهميتها وما وراءها ووكواليسها، هذا ما نتحرى عنه ويحلله الخبراء في السطور التالية:
في البداية قال محمد عبد القادر، الباحث والخبير في الشأن التركي، إن تأسيس مجلس تعاون إستراتيجي بين السعودية وتركيا يأتي لوضع اطار لعلاقات البلدين ومن ثم ضمان علاقة على مستوى معين يتحدد من خلالها لقاءات بصفة دورية بين رؤساء وزراء الدولتين لبحث أوجه التعاون المشترك والعلاقات الثنائية.
وأضاف "عبد القادر" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" إن التقارب السعودي والتركي كان متوقعا حيث إن السعودية تعتبر تركيا ركنا أساسيا في محاربتها للتمدد الشيعي الإيراني ولذلك تسعى لضمها وتشكيل تحالفات سنية تخدم مصالحها.
وتابع: تركيا أيضا تسعى لمصلحتها من خلال هذا التعاون، خاصة مع الحصار الروسي لأنقرة بعد توتر العلاقات جراء اسقاط تركيا للطائرة الروسية نهايات اكتوبر الماضي، لافتا إلى أن العلاقة يحكمها المصالح المتبادلة.
وأشار إلى أن تركيا دخلت في العديد من مجالس التعاون الاستراتيجية مع دول عربية منها تونس والمغرب ومصر في وقت سابق، وأكد أن الساحة الدولية تشهد سيولة في التحالفات الإقليمية.
وأكمل قائلا: خلافات المملكة السعودية مع تركيا إثر اختلاف وجهات النظر من المشهد المصري ودعم السعودية للنظام المصري بعد ثورة 30 يونيو مع دعم أردوغان للإخوان أدى لتباعد مؤقت بين البلدين سرعان ما تحول لتقارب مع إدارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وحضور رجب طيب أردوغان جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
بينما قال اللواء نبيل فؤاد، نائب وزير الدفاع الأسبق، إن تأسيس مجلس تعاون استراتيجي بين السعودية وتركيا يأتي في إطار تبادل المعلومات الاستخباراتية وحشد الجهود لمحاربة تنظيم داعش، لافتا إلى أن هذا التحالف يدل على سياسات متخبطة للمملكة لأنها في نفس الوقت أسست تحالف القوى الإسلامية والذي يضم تركيا أيضا.
وأضاف "فؤاد" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" إن تحديد الأهداف هو أساس إنشاء أي قوة عسكرية والعدو الوحيد المشترك بين البلدين هو داعش لأن تركيا على علاقة طيبة مع إيران وإسرائيل أعداء السعودية التقليديين، ولفت إلى حالة فوضى في الإعلان عن التحالفات تعبر عن عدم وضوح الرؤية.
من جانبه قال السفير حسين هريدي، وزير الخارجية الأسبق وخبير العلاقات الدولية، إن الحد من تصاعد النفوذ الإيراني السبب الوحيد لتحالف السعودية وتركيا وتأسيس مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين.
وأضاف "هريدي" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن مجلس التعاون الاستراتيجي ليس معنيا بالمرة بمحاربة داعش ووقف تمددها في المنطقة، لافتا إلى أن تركيا من أكبر الداعمين لتنظيم داعش وأكد أن التعاون الجديد بين البلدين يخدم الرؤية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط ويعمق المواجهات الطائفية في الإقليم.
فيما قال الدكتور شريف دلاور، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إن تأسيس مجلس تعاون إستراتيجي بين السعودية وتركيا يشمل التبادل التجاري، أمرا متوقعا، وبمثابة تتويج للعلاقات القوية بين البلدين لأن حجم التبادل التجاري بينهما كبير ويعود لـ10 سنوات مضت، مرجعا السبب للإصلاح الاقتصادي في تركيا.
وأضاف "دلاور" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن الاستثمارات السعودية في تركيا تفوق استثماراتها في مصر كما أن السياحة الوافدة من السعودية لتركيا نسبتها ضخمة، وأشار إلى أن تركيا تستورد الغاز والبترول السعوديين بينما المملكة تستورد الملابس الجاهزة والأدوات المنزلية والمنتجات الغذائية.