اعتبرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن سر قوة ثورة مصر أنها ثورة بلا قائد، لأن الإنترنت بطبيعته بلا قائد، مضيفة أن مشكلة نظام مبارك أنه كان لايزال يعيش فى عصر الآلة الكاتبة.

أضافت الصحيفة، فى مقال لحسن هيكل، رئيس شركة «هيرمس للاستثمارات والأوراق المالية»، أن ما ظهر فى مصر خلال الأيام السابقة كان بمثابة أول تفاوض حى بين المتظاهرين فى الشوارع والنظام، معتبرًا أن المصريين الذين اجتاحوا الشوارع كانوا بمثابة نبض للأمة، وشكلوا قوة لأنهم كانوا بلا قائد، فما حدث تجاوز توقعات من بدأوا الدعوة للاحتجاجات على الـ«فيس بوك».

وتشير الصحيفة إلى أن العالم كان يبحث عمن يفاوضه النظام فى مصر، وعن قائد للثورة، والحقيقة أنه لا يوجد قائد، فالناس فى الشوارع هم من قادوا ما يحدث وعبروا عن نبض الأمة ولذا نجحت الثورة.

أضافت الصحيفة أنه حتى وائل غنيم، وبعض القادة الشباب الآخرين الذين برزوا فى المظاهرات، لم يكن لديهم تأييد عندما اتخذوا مواقف لا تتوافق وما يريده نبض الأمة، معتبرة أنه لا يوجد قائد للثورة أيضًا لكى يقوم النظام بإفساده باستغلال نقاط الضعف البشرية المختلفة.

وتشير الصحيفة إلى أن كل من تواجد فى ميدان التحرير يدرك أنها ثورة سلمية تسعى للحرية والعدالة من أجل بلد عظيم، وهى ليست ثورة للفقراء، فالواقع يؤكد أنها بدأت على أيدى الطبقة الوسطى المتعلمة فى مصر، فمن الصحيح أن غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية ساهم فى إشعال الاحتجاجات، لكنها كانت ثورة تهدف أساسًا للوصول للديمقراطية، ولم تستهدف أمريكا أو إسرائيل، فلم نر علمًا لأيهما يحترق رغم وجود مئات آلاف المتظاهرين.

وتثير الصحيفة سؤالاً: أين تتجه الأوضاع إذن فى ظل ثورة بلا قائد وجماهير غفيرة بلا قيادة؟

وترى الصحيفة أن نبض الأمة الذى حدد ملامح الثورة يتغير باستمرار، لذا فقد كانت مطالبها تتصاعد باستمرار، فهى ثورة استخدمت الفيس بوك والإنترنت وتويتر، فى مواجهة خيول وجمال نظام مبارك، مضيفة أنه من الواضح أن الطرفين لا يتكلمان اللغة نفسها. وتضيف الصحيفة أن الأشخاص الذين قاموا بالثورة المصرية امتلكوا أدوات عصرهم، بينما لايزال نظام مبارك فى عصر الآلة الكاتبة، مشيرة إلى أن ردود النظام كانت بطيئة ومتأخرة.