لم تخل احتجاجات الشباب المصريين في ميدان التحرير من مشاهد الحياة الطبيعية مثل التجارة، لكن تجارة من نوع خاص، فمنهم من يبيع الأعلام للاسترزاق بعد أن أعاقته الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية عن مزاولة عمله كبائع متجول.

ففاطمة فتاة مصرية بسيطة تبيع الأعلام للمتظاهرين، وإن اختلفت معهم في مطالبهم، إلا أن السعي وراء الرزق اضطرها للبقاء هناك، وتؤكد لـ"العربية" على أنها ليست مع المتظاهرين، وأنه لا يوجد من يعرف مصلحته من هؤلاء الشباب.

وفي حالة أخرى ما بين الوقوف مع المتظاهرين والرغبة في عودة الحياة لطبيعتها، يطالب المواطن سيد بإنهاء الوضع الحالي، وإن اتفقت مطالبه بالتغيير مع المتظاهرين، مشدداً على أنه يجب احتمال وجود الرئيس المصري حسني مبارك حتي انتهاء فترته الرئاسية.

أما البائع أحمد الذي يجلس في إحدى المنافذ المؤدية لميدان التحرير فيؤكد على أنه مع المتظاهرين قلباً وقالباً، ويقول إنه يبيع للمتظاهرين ويتعايش ويتظاهر معهم من أجل التغيير وتحقيق كافة مطالبهم.

وفي ركن قصي كان البائع محمد جالساً يبيع الشاي للمتظاهرين، قائلاً إنه لم يشعر بالأمان في عمله إلا بعد بدء التظاهرات، إذ حدت من ملاحقات الشرطة علي حد تعبيره، مشيراً إلى أن الحكومة كانت تقبض عليه دائماً بسبب عمله في مهن هامشية.

وما بين آمال المتظاهرين بالتغيير، وأحلام البائعين بعيش كريم، كان هناك هدف واحد هو الإصلاح، ليصبح ميدان التحرير وكأنه مدينة مستقلة بذاتها.

ورغم الأزمة، اتخذ الكثيرون منه مصدراً للكسب ولقمة العيش وسط إصرار المتظاهرين على البقاء والصمود حتى تتحقق مطالبهم، وعلى رأسها تنحي الرئيس مبارك.