فى محاولة لإنقاذ 30 عاما من الحكم الاستبدادى، حذر مبارك المصريين من أنهم يواجهون خيارا بسيطا: «الفوضى» من دونه أو «الاستقرار» إذا بقى فى السلطة حتى سبتمبر المقبل للإشراف على آليات انتقال السلطة بشكل سلمى ــ بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أمس.

فيما يحذر سياسيون ومحللون فى الغرب وإسرائيل من أن سقوط مبارك قد يؤدى إلى صعود إسلاميين متشددين إلى السلطة على غرار الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979، والتى حولت إيران من نظام موال للغرب إلى أحد أكثر الأنظمة كرهًا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة. لكن الخبراء، الذين يعرفون كلا من إيران ومصر، يقولون إن ثمة هناك اختلافات واضحة بينهما، فجماعة الإخوان المسلمين فى مصر لعبت دورا صغيرا فى الثورة الحالية، مقارنة بالدور الحاسم للمتشددين الإسلاميين من أتباع آية الله الخمينى فى الثورة الإيرانية.
 
أوتاوا سيتزين الكندية: مصر نموذج يحتذى
 مصر من أكبر الدول العربية، وهى النموذج الذى يحتذى بها دوما فى سياستها، وفى ثوراتها أيضا، فمع اندلاع ثورة 2011 يتابع القادة العرب بدقة ما يحدث فى مصر.

وقد استنزف العقد الأخير من نظام مبارك من وجوده الاقليمى، حيث بدا أنه ليس له غرض آخر سوى البقاء فى السلطة، لذا فقدت مصر قدرتها على السيطرة اقليمياً. وحال مصر لا يختلف عن حال باقى الدول العربية داخلياً، فهناك معاناة حقيقية على المستوى الاقتصادى والاجتماعى وانتشار الفقر والبطالة. ولهذا فإن بقية حكام العرب يقفون الآن ويتابعون بدقة ما يحدث فى مصر وفى تونس، ويتابعون المواقع الاجتماعية والفضائيات. فمصر الان تلعب دورها الاقليمى المعتاد من خلال شبابها الذى يشع بالأمل فى تصدير الثورة الى خارج محيطها.

 
السفير: فعل ما لم يفعله (بن على)
 تخطى الرئيس مبارك دموية نظيره التونسى زين العابدين بن على، عندما لجأ إلى استخدام عصاباته لترويع المتظاهرين بوسط القاهرة ومعظم المدن الكبرى التى سبق أن تركها عرضة للفراغ الأمنى منذ بدء الانتفاضة الشعبية فى 25 يناير الماضى، لتعطيل خطة الخروج من السلطة التى فرضها الشارع وحرفتها واشنطن عن مسارها عندما حاولت إعطاء مبارك فرصة البقاء فى الحكم حتى سبتمبر لمقبل، وتوفير مخرج لائق له من الرئاسة، ما وضع مصر على شفير اشتباك أهلى لم يسبق له مثيل، يمكن أن يحول الفراغ إلى فوضى شاملة، تخدم على الأرجح المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

القاهرة خاصة، ومصر عموما، عاشت كلها هذا الهاجس المرعب، لاسيما بعدما رأت عروض القوة شبه المسلحة التى نفذتها عصابات مبارك، وأدت إلى اشتباكات مروعة مع المتظاهرين.
 
   هاآرتس: فجأة.. أصبح أفضل صديق
فجأة أصبح السلام شيئا ثمينا بالنسبة لإسرائيل، وفجأة أصبح الرئيس المصرى حسنى مبارك أفضل صديق لها.

إسرائيل خائفة مما قد يحمله المستقبل وما إذا كان النظام الحاكم المقبل فى مصر سيلغى اتفاقية السلام؟ إن اتفاقية السلام، التى توصف دائما بـ«المهزلة»، أصبحت فجأة رصيدا استراتيجيا بالنسبة للإسرائيليين. إن مصر تتجه نحو الديمقراطية ورئيسها على وشك الانهيار.
 
نيويورك تايمز:جيل عربى ينتظر «مصـر» لقيادته
 مستقبل العالم العربى محصور بين الثورة والنظام المتداعى فى مصر, فالعالم العربى يراقب لحظات لن يكون لها مثيل.

إن كلمات مثل «الانتفاضة» و«الثورة»، التى أصبحت تشير فقط إلى الأحداث فى مصر، ترددت أصداؤها فى جميع أنحاء السعودية واليمن والأردن وسوريا، مقدمة نموذجا جديدا للتغيير فى المنطقة الراكدة.

إن تغطية القنوات العربية دقيقة بدقيقة للأحداث فى مصر، والمتابعة العربية الواسعة لها، تظهر أن الجيل العربى، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، يبدو أنه ينتظر مرة أخرى مصر لتقود مصيره.
 
الجارديان: مبارك يكشر عن أنيابه
اشتباكات الأربعاء تحمل رسالة من مبارك إلى المناهضين له مفادها أن الأمر قد انتهى «عودوا إلى دياركم». مبارك بدأ ثورة مضادة بإرسال مجموعات من المجرمين المسلحين للاشتباك مع المتظاهرين فى القاهرة والمدن الأخرى. إن هذا التحول القبيح للأحداث لم يحمل أية مفاجأة، فهذه طريقة الأنظمة الديكتاتورية للتعامل مع كل من يرفضها أو ينتقدها.

إن تسامح النظام مع المتظاهرين المناهضين للرئيس كان أمرا غير عادى ادعاه النظام لما يقرب من أسبوع، وها هو يكشف عن وجهه القبيح.. إن حكم مبارك كان أقرب للاستبداد المستنير، ولم يكن يوما مثل الطاغية صدام حسين أو الديكتاتور روبرت موجابى. ولكن ها هى الأحداث تكشف عن جانبه المظلم، فهو لم يظهر كرجل مهزوم بل رجل يساوم المصريين على الأمن الذى يملك هو وحده أن يوفره.
 
هافينجتون بوست:صفقة خلف الأبواب المغلقة
  لماذا لا تتخذ الولايات المتحدة موقفا حازما إزاء الرئيس مبارك؟ الأمر يبدو كما لو كانت الولايات المتحدة تريد استمراره فى الحكم خوفا من صعود جماعة الإخوان المسلمين. ولكن أغلبية الشارع المصرى لا تريد الإخوان، لكون الشارع يريد الاستقرار. إن السبب الوحيد الذى جعل مبارك قادرا على إدارة شئون مصر هو اعتماده على القمع من خلال الشرطة ودعم الولايات المتحدة له.

لا يعرف أحد ما الذى أبلغه الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس المصرى عبر الموفد الأمريكى السفير المتقاعد فرانك ويزنر، وما هى الصفقة التى تمت خلف الأبواب المغلقة.
 
 إندبندانت: الحرب الأهلية قريبة
 ثورة «الرئيس» مبارك المضادة انهالت على معارضيه بوابل من الحجارة والهراوات والقضبان الحديدية، فى معركة استمرت طيلة الأربعاء فى ميدان التحرير بقلب القاهرة حتى فاحت رائحة الدماء.

كل من مؤيدى مبارك ومعارضيه يرفعان علم مصر فى وجه بعضهما، مما يجعل هذا التصرف له رمزية كبيرة. فقد كان الهجوم وحشيا وداميا ومحكم التخطيط، وبمثابة اتهام دامغ لأوباما وكلينتون وغيرهما ممن رفض شجب أفعال هذا الحليف المخلص لأمريكا وإسرائيل.

ما حدث الأربعاء ينبئ بأن مصر أقرب إلى حرب أهلية أكثر من أى وقت مضى، فالمصريون الآن يحاربون المصريين. «المباركيون» هم من بدأوا الاشتباك مع المتظاهرين العزل فى ميدان التحرير، هاتفين: «بالروح، بالدم.. نفديك يا مبارك».


فرانس سوار: مواجهة بين «مَصرَين»
إن ما شهده ميدان التحرير من أعمال عنف بين مؤيدى نظام الرئيس حسنى مبارك وبين معارضيه يوضح أن مصر الفرعونية كانت فى مواجهة مصر «الفيس بوك». ولم تقل مصر كلها كلمتها بعد، فالمدن المصرية الكبيرة هى التى تحركت، بينما لم يتحرك وسط وصعيد مصر.

لذلك يمكننا القول إن ما يحدث فى مصر مختلف عما حدث فى تونس، فثورة الياسمين خرجت من قلب تونس لتنتشر فى جميع أرجائها، أما النزاع القائم فى مصر فهو وليد شبكة الإنترنت، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، وهو أمر يعنى بالدرجة الأولى أن المليون مصرى الذين خرجوا (الثلاثاء الماضى) هم سكان الحضر المسيسين والمتعلمين، لكن لابد ألا نغفل أن ملايين المصريين الآخرين، والذين يمكن أن نطلق عليهم «مصر الفرعونية»، لم يقولوا كلمتهم بعد.
 
  يديعوت أحرونوت: إسرائيل متفائلة
 خطوة تاريخية ولحظة لا مثيل لها عندما تظاهر الشباب المصرى من أجل حقوقه المدنية، وأشار بأصابع الاتهام إلى الرئيس مبارك، مطالبين إياه بترك الساحة السياسية لصالح نظام عادل يقوم على احترام الحقوق الإنسانية والمدنية.

وهو ما دفع مبارك إلى تعيين عمر سليمان نائبا له، وهو نسخة طبق الأصل من الرئيس المصرى عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الخارجية، لذا فإن إسرائيل متفائلة، فلن يتغير نظام الحكم كثيرا.
 
القدس العربى: «البلطجة» لن تنقذ مبارك
 النظام المصرى يتغول ولا يريد أن يترك الحكم الا على جثث المصريين الابرياء الذين يطالبونه، وبطريقة حضارية، بالرحيل، حقنا للدماء، وافساح المجال لقيادات جديدة يختارها الشعب لإعادة مصر الى دورها ومكانتها بعد ثلاثين عاما من القمع والفساد.

هؤلاء الذين يعتدون على المتظاهرين المنتفضين فى ميدان التحرير ليسوا ديمقراطيين، كما انهم ليسوا مدنيين، وإنما مجموعة من رجال الامن الذين ادمنوا إذلال شعبهم باستخدام أبشع أنواع البطش والترهيب.

الرئيس مبارك عاقد العزم على حرق مصر، وتدمير معابدها فوق رءوس ابنائها لانه لا يفهم أى لغة أخرى غير لغة القتل والدمار وتكميم الافواه.


مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى: حداد إسرائيلى على الرجل الذى جعل الإخوان أقوى
 لماذا لم يثر قرب انتهاء عهد «الديكتاتور» مبارك حالة من الهلع إلا فى إسرائيل؟.. الإجابة عن هذا التساؤل هو «الخوف»، فخوف اسرائيل الرئيسى من الاحداث الجارية فى مصر، والذى يثير ذعرها، هو أن تل أبيب تؤمن بأن جماعة الإخوان المسلمين هم من سيصعدون بعد مبارك (إلى الحكم) سواء فورا أو بعد بضعة أشهر أو سنوات. فإسرائيل تفضل هذا «السلام البارد» الذى يؤيده ويتبعه مبارك مع إسرائيل عن الحرب.

لكن مبارك، الذى يحكم مصر منذ 30 عاما، هو نفسه الذى فشل فى القضاء على الإخوان المسلمين. فى الحقيقة فإن مبارك مع قرب رحيله يترك الإخوان فى وضع قوى وموحد، بينما القوى المعتدلة والوسطية فى حالة ضعف وفوضى.
أما لماذا حدث ذلك هذا الضعف؟ فلأن مبارك سحق المعارضة المعتدلة. ويبدو أن إسرائيل حتى الآن لا ترى هذه المفارقة الساخرة، حيث يبكى الإسرائيليون حدادا على رحيل الرجل الذى تسبب فى خلق الوضع الذى يخيفهم إلى حد لا يمكن تخيله.
 
كارنيجى: رئيس بلا رؤية = دولة بلا ثقل
 بدأ مبارك حكمه (عام 1981) بمزيد من القمع، وقد ساءت الأوضاع خلال العقد الأخير، وقدم القليل لتلبية الاحتياجات ومواجهة المشكلات الحقيقية فى مصر.

لم يكن لدى مبارك أبدا أى رؤية حول كيفية الحفاظ على استقرار مصر فى مواجهة الظروف المتغيرة. تولى مبارك الحكم بعد اغتيال السادات وكانت مصر قد مرت بفترة من الاضطرابات تصل إلى 30 عاما، وكانت لديه قناعة راسخة بأن مصر فى حاجة إلى الاستقرار.

فى أوائل سنوات حكمه اتخذ مبارك خطوات حذرة ولكنها واعدة من أجل مزيد من الانفتاح سياسيا واقتصاديا. لكن خوفه المتزايد من انعدام الأمن دفعه إلى قمع المعارضة الإسلامية والعلمانية، وبنهاية ثمانينيات القرن الماضى أصبح النظام الحاكم أكثر قمعا من الناحية السياسية ومتباطئ اقتصاديا، وتوقف الإصلاح تماما. وفى النهاية خسرت مصر ثقلها الاقتصادى والسياسى تحت قيادة مبارك، وهو ما أثار غضب المصريين بشكل متزايد. لقد خسرت مصر العديد من الفرص لأن مبارك كان ضيق الأفق جدا، وهو ما أفقدها دورها القيادى فى المنطقة.
 
شارك في أعداد الملف : فكرى عابدين ـ أحمد عطا ـ مها فهمى ـ هالة عبداللطيف ـ رغدة رأفت ـ مروة مصطفى ـ مروة علاءوسارة رأفت