أثارت حادثة سقوط طائرة "متروجيت 6298" في شبه جزيرة سيناء العديد من التكهنات والفرضيات بشأن سبب هذه الكارثة، ولعل أبرز هذه الفرضيات التي طرحها عدد من المسؤولين البريطانيين وخبراء الأمن هي أن أجهزة الكشف عن القنابل المستخدمة في المطارات لا تعمل أو أنها مزيفة.
وبرغم تشديد الأمن في شرم الشيخ إثر الكارثة، لاحظت "سي إن إن"، أن موظفي الأمن في الفنادق والمراكز التجارية هناك يستخدمون أجهزة للكشف عن القنابل مشابهة في شكلها لتلك التي حظرت الحكومة البريطانية تصديرها عام 2010.
وبحسب خبراء، هذه الأجهزة هي عبارة عن علب بلاستيكية تحتوي على قطعة تشبه قرون الاستشعار، تشابه في تصميمها جهاز ADE 651، وهو جهاز مزيف كان يباع في منطقة الشرق الأوسط ومناطق الحروب من قبل شخص يدعى جيمس ماكورميك.
ولا يحتوي هذا الجهاز على أي قطعة كهربائية بداخله، إذ يؤكد المحقق الجنائي إدوارد هيث أن هذه الأجهزة لا تحتوي على أي شيء بداخلها، وليس هناك أي قانون علمي أو فيزيائي يمكن أن يشغله.
وبالعودة إلى شرم الشيخ، تم مؤخرا تداول مجموعة من الصور لموظفي الأمن في عدد من فنادق المدينة ومراكزها التجارية وهم يستخدمون تلك الأجهزة المزيفة، فيما أكدت إدارة هذه الفنادق في بيان الثلاثاء أنها تعمل مع السلطات المحلية لتحسين الإجراءات الأمنية في مرافقها.
عرضنا هذه الصور على الخبير الأمني البريطاني بول بيديس، الذي أكد أن هذه الأجهزة ما هي إلا "عصي سحرية" لا قيمة لها في الكشف عن القنابل.
وأضاف بيديس: "من الواضح أن موظفي الفنادق يستخدمون هذه الأجهزة المزيفة للاستعراض وليس من أجل أي شيء آخر".
وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن مسؤولي الأمن في فنادق شرق الشيخ يستخدمون أجهزة وهمية للكشف عن المتفجرات في بعض فنادق شرم الشيخ، وفق ما كشفه مسؤولين بريطانيين ومصريين تابعوا عملية التأكد من سلامة السائحين البريطانيين.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، إلى أنه بينما تواصل السلطات المصرية والبريطانية جهودها للبحث في وسائل أمن السائحين البريطانيين، تم اكتشاف أن بعض الفنادق تستخدم أجهزة مزيفة للكشف عن المتفجرات - حسب زعمها.
وتابعت الصحيفة أن الأدوات التي يستخدمها حراس الشاطئ في شرم الشيخ تشبه تلك التي تم ضبط مصنعيها في بريطانيا، مشيرا إلى أنها لا تعمل، موضحة أنه يجرى الآن إجراء فحص لكل وسائل تأمين وحماية السائحين في شرم الشيخ للتأكد من أن قدومهم إليها بات آمنا.
وكانت الحكومة البريطانية قد حكمت على جيمس ماكورميك عام 2013 بالسجن عشرة أعوام بتهمة النصب والاحتيال، بسبب بيعه لهذه الأجهزة، والتي جلبت له أرباحا تجاوزت قيمتها عشرة ملايين دولار حول العالم.