أثار قيام قوات الأمن بإلقاء القبض على الشاب محمد الدملاوى، أمس الأربعاء، موجة من الغضب والتضامن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تبادلوا صورة للدملاوى جالسًا وحيدًا صامتًا على سلالم نقابة الصحفيين، مكتفيا بحملة لافتة تطالب بالحرية لإسراء الطويل، وأخرى تطالب بوقف الاختفاء القسري. 
 
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الجريمة التي ارتكبها الدملاوى كى يتم القبض عليه، أكثر من مجرد تعاطفه وتأثره بمشهد الطالبة إسراء الطويل التي انتشرت صورها باليوم السابق باكية يوم تجديد جلستها، وكذلك تعاطفه مع مها مكاوى زوجة المحامى المختفي قسريًا أشرف شحاتة، والتي أضربت عن الطعام لأكثر من 10 أيام، للمطالبة بالكشف عن مكان زوجها المختفي لأكثر من عامين.
 
وأكدوا أنه لا يجوز تطبيق قانون التظاهر عليه، لأن نص القانون يشترط أن تكون التظاهرة تضم 10 أفراد على الأقل، بينما الدملاوى كان وحيدًا تمامًا، حتى إنه اختار الصمت، وحمل لافتاته بدلًا من الهتاف. 
 
وأشاروا إلى أنه لم يهتف ضد الدولة ولا ضد الرئيس ولا ضد الجيش أو الداخلية وإنما طالب بتطبيق الدستور بشكل سلمى متحضر وهو جالس في صمت. 
 
وعقد الكثيرون خلال تدويناتهم عن الدملاوى مقارنة بين موقف الدولة وأجهزة الأمن من تظاهرات أمناء الشرطة التي نظموها فى الشهور الأخيرة ومحاصرتهم لمديرية الأمن ومنعهم لقادتهم من الدخول والخروج منها وكيف تم احتواء تلك التظاهرات وعدم تطبيق قانون التظاهر عليها، وبين موقفها من الدملاوى، وإحالته للنيابة بتهمة خرق قانون التظاهر، بحسب قولهم. 
 
وفى تدويناتهم عنه وصفه أصدقاؤه بكونه "إنسان خلوق نقى" لم يستطع كتمان تعاطفه مع ما استشعره من ظلم وقع على إسراء والمختفين قسريًا وذويهم، لافتين إلى أنه أخبرهم بعد القبض عليه عن سبب جلوسه وحيدا على سلالم النقابة قائلا: "أنا حسيت أنى ابتديت أخاف فقررت أكسر الخوف و اعمل أى حاجة للناس دى". 
 
من جهته قال مركز الحقانية الحقوقي في بيان له إنه تابع عن طريق محاميه الواقعة، والتي تحرر عنها محضر إجراءات بالواقعة برقم 8299 لسنة 2015 إداري قصر النيل، وسيتم عرضه على نيابة قصر النيل صباح اليوم الخميس 5 نوفمبر. 
 
وطالب مركز الحقانية الجميع بالتضامن مع محمد الدملاوي، والمطالبة بإخلاء سبيله لانعدام الجريمة.
الاهرام