الإسكندرية، مصر (CNN) -- فيما تناقلت وسائل الإعلام أنباء عن وقوع مواجهات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين في أعقاب صلاة الجمعة طالبوا بإنهاء الفساد وسقوط النظام، أفاد شهود عيان لـCNN بأن العنف اندلع في المدينة.
وأفادت أنباء من العاصمة المصرية أن مظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة، واشتبك المتظاهرون مع رجال الشرطة الذين انتشروا في أنحاء العاصمة المصرية، واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع خراطيم المياه والرصاص المطاطي.
وتجمع أكثر من 1000 متظاهر في الشوارع فيما كان الشبان ينهالون على رجال الشرطة بالحجارة وسط غيمة من الدخان الأسود.
وفي القاهرة، ووفقاً لمراسلي CNN، فقد اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في القاهرة.
وكانت قوات الأمن قد عززت من تواجدها في شوارع المدينة الرئيسية، بينما تواصلت دعوات أكبر الجماعات المعارضة للنظام الدعوة للتظاهر والاحتجاج.
وقبل بدء صلاة الجمعة، كانت سيارة شرطة مكافحة الشغب تجوب مناطق مختلفة من القاهرة.
ونقلت الأنباء عن اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مدن مصرية أخرى، إضافة إلى وقوع إصابات بين المتظاهرين.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من قيام السلطات الأمنية بحملة اعتقالات طالت عدداً من رموز حركة الأخوان المسلمين، رافقها تعطل في خدمات الإنترنت والرسائل النصية الهاتفية، وذلك استباقاً لـ"جمعة الغضب والحرية."
ففي بيان له على صفحته في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، أعلن موقع "ويكيليكس" في وقت متأخر الخميس إنه سيبدأ بنشر وثائق سرية حول مصر.
وقال في بيانه: "سوف نبدأ قريباً بنشر عدد كبير من الوثائق المتعلقة بمصر"، غير أنه لم يحدد موعداً لذلك.
وقبل ساعات مما يتوقع أن يتحول إلى أكبر مظاهرات احتجاجية معارضة للحكومة في البلاد، أوقفت السلطات خدمة الإنترنت جزئياً، كما منعت خدمة الرسائل النصية، كما اعتقلت زعماء بارزين في جماعة الأخوان المسلمين فجر الجمعة، لمنعها من المشاركة في المظاهرات التي دعت إليها جماعات معارضة أخرى، مثل حركة شباب 6 إبريل، وأطلق عليها اسم "جمعة الغضب والحرية."
واعتقلت السلطات عدداً من زعماء حركة الأخوان المسلمين في ساعات الفجر الأولى من الجمعة، وعرف منهم الناطق الرسمي باسم الحركة، عصام العريان، وفقاً لما ذكره زوج ابنته، مشيراً إلى أن اعتقلته في الثانية والنصف فجر الجمعة.
ووفقاً للعديد من الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، تبين أن الأجهزة الخادمة الموفرة للخدمة الرئيسية في مصر تعطلت جزئياً، حيث كانت مواقع الإنترنت الحكومة وموقع السفارة الأمريكية في مصر قد تعطلت في وقت مبكر من الجمعة.
كذلك شهدت صفحات موقع فيسبوك انخفاضاً في الحركة في مصر، وفقاً لما ذكرته المتحدثة باسم الشركة، جيليان كارول.
وتعطلت كذلك خدمات الرسائل النصية للهواتف المحمولة في مصر.
من ناحية أخرى، وصل زعيم المعارضة المصري، والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، إلى مصر الخميس للمشاركة في الأحداث التي تشهدها مصر.
وقال البرادعي بعيد وصلوه إلى القاهرة، إنه لا عودة عن التغيير، مشيراً إلى أن نزول الشعب المصري إلى الشارع جاء نتيجة لإدراكه أن النظام "لا يسمع ولا يتصرف."
وأضاف البرادعي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، إن حاجز الخوف "انكسر" ولن يعود من جديد.
وكان الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، صفوت الشريف، قد قال الخميس، إن ما تم تداوله عن هروب قيادات الحزب خارج البلاد بعد احتجاج "يوم الغضب،" غير صحيح.(التفاصيل)
وقد دعت قوى المعارضة، إلى جانب حركة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، أنصارها إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة، في أول مشاركة من جانبها في التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها مصر منذ يومين.(