خرج بيان للدعوة السلفية بعد لقاء الرئيس السيسي عقب ثورة 30 يونيو يقول "ليس هذا خذلانًا للمسلمين ولا لوليّ الأمر المسلم، بل تقليلًا لخسائر الدين والدنيا وجلبًا لأعظم المصلحتين ودفعًا لأكبر المفسدتين بعد أن وصلت البلاد إلى حافة الهاوية ومن أجل ذلك كان حضورنا اجتماع المجلس العسكري مع الرموز الدينية والسياسية".
وبعد الفشل الذريع لمرشحي حزب النور في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية 2015، هل يستمر الحزب وقادته على هذا النهج، أم يثير الفوضى بعد أن خرج خالي الوفاض.

وحول التوقعات بتصرفات حزب النور في المرحلة المقبلة، كان لـ"فيتو" هذا التحقيق..

اصطياد الأخطاء
بداية يتوقع محمد الشريف، الخبير السياسي بمركز دراسات العلوم السياسية والاستراتيجية، أن يتخذ حزب النور موقف المعارضة لقرارات الرئيس والبرلمان بعد فشلهم في دخوله، مضيفًا أن مصلحة الحزب السلفي المقبلة تكمن في محاولة زعزعة التأييد الشعبي للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحاولة الاصطياد في الماء العكر، وتصيد الأخطاء وتضخيمها، وذلك في محاولة منهم لإظهار ضعف النظام السياسي حتى تعود لهم الشعبية مرة أخرى.

مصالحة مع الإخوان
أما محمد عطية، عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية، فقد ذهب لسيناريو آخر، وقال، إن الحزب في الفترة المقبلة سوف يسعى للمصالحة مع حلفائه القدامى وخاصة الإخوان.

وأضاف أن "النور" أخذ درسًا جيدًا في الانتخابات البرلمانية وتأكد أنه لا يمكن أن يكون مؤثرا سياسيا دون الإخوان، متوقعًا أن يلجأ الحزب لعقد صفقات مع الجماعة الإرهابية ومصالحة الإسلاميين.

توافق ونضج سياسي
بينما يرى هشام النجار، الباحث في الشئون الإسلامية، أن خسارة حزب النور للبرلمان جاء لمصلحتهم، لافتا إلى أن حصول الحزب على نسبة تصويت ضعيفة، قد تجعلهم أكثر توافقا.

وتوقع "النجار"، أن هذا الإخفاق سوف يجبرهم على التدرج في المشهد السياسي للوصول إلى مرحلة النضج والاحتراف، كما توقع أيضا أن يستمر النور في التوافق والانخراط في الدولة المصرية محاولين كسب أرضية جديدة، مدللا على ذلك أن طبيعة السلفيين تميل إلى عدم الصدام المباشر مع الدولة.