توقع مسئول بارز فى حركة «فتح»، محاصرة حكومة الاحتلال الإسرائيلى الحالية الرئيس الفلسطينى محمود عباس، على غرار ما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2002، فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن زيارته إلى المنطقة قريبًا بهدف «تحريك الموقف للابتعاد عن المنحدر».
وقال عضو اللجنة المركزية عباس زكى فى تصريحات أمس الأربعاء: «إن إسرائيل عدو لا يؤتمن، غير أننا لا نخاف من أى تهديد، والرئيس عباس يعرف جيدًا من يقابل، وبالنهاية كلنا مشاريع شهادة».
واتهمت أرملة الرئيس الفلسطينى الراحل سها عرفات، إسرائيل بالتواطؤ مع قيادات فلسطينية لاغتياله بالسم، بعد حصاره، وكشف خبراء سويسريون حققوا فى ملابسات وفاته بعدها بنحو عشرة أعوام أن ملابسه كان بها آثار لمادة البولونيوم.
وأكد زكى أن الوضع الحالى فى القدس والضفة الغربية مائل أكثر للتصعيد، فى ظل تنكر أمريكا وإسرائيل واستمرارهما بالتملص من أى التزامات مع الفلسطينيين.
وقال زكي: «العقوبات الإسرائيلية الأخيرة التى فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لن تردع المواجهات الفلسطينية كما يظن، بل ستكون مبررًا للشباب الفلسطينى لأن يزيد ويستمر فى فعالياته لإقناع العالم أننا شعب لن نخضع للاحتلال».
وبعد موت عرفات قال السياسى الفلسطينى البارز صائب عريقات إن ناصر القدوة، وهو ابن شقيقة عرفات، وكان فى عام 2004 يشغل منصب وزير الخارجية فى السلطة الوطنية الفلسطينية، اتصل به وقال له «صائب، اتصل من فضلك بالأمريكيين وقل لهم أن يطلبوا من الإسرائيليين إعطاءنا الترياق.. فقمت بذلك».
وأضاف زكى أن الانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين ضد الشعب الفلسطينى من دون محاسبتهم، من قتل وتهويد للمقدسات وحرق للأطفال، دفعت الشباب إلى رفض حياة الذل والإهانة، ومن هنا بدأت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة التى قابلتها إسرائيل بتسليح شعبها وفرض المزيد من العقوبات.
وشدد زكى على تطلعهم لإنهاء الانقسام والخروج بموقف يوحد الفصائل، تجاه ما يمارسه الاحتلال من تعسف، قائلًا «يجب أن يكون الشباب الذى خرج بالمواجهات نموذجًا يحتذى به لوحدة القيادات، فلا يوجد مبرر لأى فصيل الآن، والجميع ليس عليه حصانة وكلنا تحت قيد القتل الميداني».
وحول إطار المنظمة، أكد أن العمل مستمر للارتقاء بموقف قيادة موحد، والخروج بفعاليات شعبية سلمية متدرجة موحدة ضد ما يحصل من انتهاكات، حتى تعكس أنه عمل للكل الفلسطينى وعليه إجماع.
وعبر زكى عن استيائه من الموقف العربي، واصفًا إياه بالضعيف الذى لا يرتقى لأن يكون موقفا يقنع المجتمع الدولى بمحاسبة إسرائيل أو اتخاذ قرار بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
واستهجن زكى طلب بعض الدول العربية شراء منظومة القبة الحديدية من إسرائيل فى ظل الأوضاع الفلسطينية الراهنة، قائلا «ما حصل يبين أن إسرائيل اخترقت كل شيء، لكنها لم تخترق القضية العادلة الفلسطينية التى ستبقى الاستعصاء الحقيقى فى وجه الاحتلال».
وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس الأول الثلاثاء إنه يعمل على تهدئة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيسافر إلى الشرق الأوسط قريبا جدا، لمحاولة تحريك الوضع «للابتعاد عن هذا المنحدر».
وأضاف كيرى الذى كان يتحدث فى مركز بلفر للعلوم والشئون الدولية بمعهد هارفارد كنيدى «سأذهب إلى هناك قريبا جدا.. وسأحاول العمل على إعادة التواصل ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا التحرك للابتعاد عن هذا المنحدر».
وجاءت تعليقات كيرى بينما تشهد المناطق الفلسطينية أشرس هجمة إسرائيلية عليها منذ سنوات.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تقوم بإعادة جثامين منفذى الهجمات الفلسطينيين إلى عائلاتهم، وقال وزير الأمن الداخلى جلعاد أردان الذى قدم المشروع إن «عائلة الإرهاب تجعل من دفنه تظاهرة لدعم الإرهاب والتحريض على القتل ونحن لا يمكننا السماح بذلك».
وسيتم دفن الجثامين فى مقابر مخصصة لمنفذى الهجمات «كما كان الوضع عليه فى السابق». وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت اتخاذ إجراءات جديدة بهدف مواجهة أعمال العنف التى شهدت مزيدا من التصعيد الثلاثاء بمقتل ثلاثة إسرائيليين فى هجومين فى القدس.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى بيان إن «الحكومة الأمنية قررت عدة إجراءات للتصدى للإرهاب بينها خصوصًا السماح للشرطة بإغلاق أو فرض حظر تجول فى أحياء بالقدس فى حال حدوث احتكاكات أو تحريض على العنف».
وأضاف البيان أن «الحكومة سمحت خصوصا علاوة على هدم منازل الإرهابيين، بعدم السماح بأى بناء جديد فى المنطقة المعنية ومصادرة أملاك الإرهابيين وسحب ترخيص الإقامة فى إسرائيل».
ودفعت إسرائيل، أمس، بـ 6 فرٍق عسكريٍة إلى القدس؛ بعد موجة الأحداث الأخيرة التى أدت إلى مقتل 29 فلسطينيًا بينهم 8 أطفال ، و7 إسرائيليين، فيما يستعد جون كيرى للتوجه إلى المنطقة.
وفرضت السلطات الإسرائيلية إغلاقًا جزئيًا على بعض الأحياء العربية فى مدينة القدس، وتشهد المناطق الفلسطينية مواجهات عنيفة قبل نحو أسبوعين، على خلفية الاقتحامات اليهودية المتكررة للمسجد الأقصى.