قال الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، إن مصر ودول سنية آخرى بالمنطقة تسانده في حربه ضد تنظيم داعش في سوريا، نافيا أن تكون الهجمات الروسية في سوريا هدفها مساندة الشيعة ضد السنة.
وأضاف الرئيس الروسي، في حوار أذاعته القناة الأولى بالتلفزيون الروسي مساء الاثنين، ردا على سؤال حوال ما إذا كانت هناك دول سنية تساند روسيا في حربها على الإرهاب في سوريا، بـ«اعتقد ذلك»، مشيرا إلى اتصالات هاتفية على مختلف المستويات ومساعدات ملموسة تتلقاها روسيا من هذه الدول.
وحول ما إذا كانت القاهرة من الدول التي تساند روسيا، قال بوتين، إن «الأمر لا يقتصر على مصر وحدها»، مضيفا أن «خطر الإرهاب يحوم حول الكثير من الدول، حتى أن أحد زعماء دول المنطقة أكد لي أن الدول الإسلامية أول المتضرر وأكبر ضحايا الإرهاب، وأن الدول الغربية والولايات المتحدة يقتصر تحركها في مجال مكافحة الإرهاب علي مجرد الكلام والدعوة، حتى أنهم وعدوا بتدريب 12 ألف لمكافحة داعش ثم تحدثوا عن ستة آلاف وانتهى الأمر بستين، وتبين في النهاية أنهم 4 – 5 أفراد أنفق نصف مليار دولار عليهم».
وقال الرئيس الروسي، في حواره مع الإعلامي الروسي فلايدير سولونيوف، إن هذه الدول لو قدمت لدول المنطقة 500 مليون دولار لواجهت داعش بشكل أفضل بكثير، نافيا ما يتردد عن أن روسيا تساند الشيعة ضد السنة، «هذه أفكار كاذبة وتصورات خاطئة لا أساس لها من الصحة، نحن لا نفرق بين الشيعة والسنة، وكما كررت كثيراً من قبل فنحو 10% من سكان روسيا من المسلمين الذين يعتبرون مواطنين روس، شأنهم شأن المسيحيين واليهود وغيرهم من أتباع الأديان المختلفة».
وأضاف، «نحن لا نسعى لإشعال أية نزاعات أو فتن طائفية في سوريا، وليس لنا سوى هدف واحد، وهو مساعدة الحكومة الشرعية في هذا البلد، وخلق الظروف المناسبة للتسوية السياسية»، مؤكدا أن روسيا ترتبط بعلاقات جيدة مع الدول الإسلامية التي يمثل الشيعة غالبية سكانها، كما ترتبط بعلاقات جيدة جداً مع الدول التي يمثل السنة غالبية سكانها وتعمل علي تطوير العلاقات وتوسيعها.
وأشار بوتين، إلى أن روسيا حذرت بشكل مسبق شركاءها بما في ذلك الأمريكيين وغيرهم من دول المنطقة، وأطلعتهم على خططها قبل البدء فيها، وقال «نتحرك في إطار الاحترام والتقيد الكامل بالقانون الدولي، حيث لم نبدأ عملياتنا إلا بناء علي طلب السلطات الرسمية في سوريا، وكافة الدول التي شاركت في أعمال مشابهة كانت تخالف القانون الدولي، حيث أنها كانت تتحرك بدون قرار من مجلس الأمن الدولي، وبدون طلب رسمي من السلطات المحلية، وفي حالتنا هي السلطات السورية، وقبل بداية العملية العسكرية الروسية في سوريا كانت هناك 11 دولة بالفعل شاركت في عمليات مختلفة داخل الحدود السورية بشكل أو بآخر، واستمر هذا الوضع نحو عام».
وتابع بوتين، إن «خبراءنا تلقوا طلبات واستفسارات محددة من الجانب الأمريكي، وجرى صياغة الرد عليها ووضع تصورنا بشأن أطر التعاون المشترك، وأرسل بالفعل إلي البنتاجون، وآمل أن يؤدي ذلك إلي الشروع في إتخاذ خطوات نحو التسوية الحقيقية للوضع، والتي بدونها لن يكون هناك أي حل وهي التسوية السياسية».
وكشف بوتين، عن أنه طلب ممن ينتقد الهجمات الروسية ويقول إنها تستهدف قوى المعارضة السورية وليس تنظيم داعش فقط، أن يمدوه بالمعلومات حول الأهداف الإرهابية التي يجب استهدافها لكنهم رفضوا، مؤكدا أن الهدف من العمليات العسكرية الروسية خلق الظروف لاستقرار السلطة الشرعية في سوريا، وتوفير المناخ اللازم للتسوية السياسية.