خيمت ظلال «ثورة الياسمين» التونسية على افتتاح القمة الاقتصادية العربية، أمس، فى شرم الشيخ، حيث تحدث عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمام القادة العرب، الذين حضروا القمة، عن أهمية الالتفات للمشاكل الاقتصادية وغيرها من المشاكل التى أثارت الاضطرابات السياسية فى تونس «لأنها قضايا تؤثر على كل الدول العربية» - حسب تعبيره.
وقال موسى: «ليس ما يحدث فى تونس من ثورة أمراً بعيداً عن موضوع هذه القمة، أى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها». وأضاف: «إنه ليس ببعيد عما يدور فى أذهان الجميع.. النفس العربية منكسرة بالفقر والبطالة والتراجع العام فى المؤشرات الحقيقية، هذا بالإضافة للمشاكل السياسية».
وافتتح الرئيس حسنى مبارك القمة، بحضور عدد كبير من القادة والزعماء والملوك والرؤساء العرب وعدد من رؤساء الحكومات ورؤساء الوفود. وأكد الرئيس فى كلمته أن التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات، مطالباً فى هذا الصدد بضرورة زيادة العمل العربى المشترك لبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية.
وأضاف أن قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل ستظل «واحداً من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات، كما ستبقى جزءاً لا يتجزأ من جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمى على طريق النمو الاقتصادى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة وهدفاً رئيسياً لسعينا لتعزيز الاستثمارات فيما بيننا».
ونوه بأن «الشباب العربى هم أغلى ما تمتلكه الدول العربية من ثروات وموارد، لأنه بفكرهم وسواعدهم يصنع مستقبل الأمة».
من جهة ثانية، وفى خطوة غير متوقعة، غادر وزير الخارجية التونسى كمال مرجان القاهرة عائداً لبلاده، أمس، قبل بدء القمة.
كان مرجان وصل إلى القاهرة قادماً من شرم الشيخ فى ساعة مبكرة من صباح أمس، وفوجئ العاملون بالمطار بوجوده ضمن ركاب الرحلة المتجهة إلى تونس، وفى وداعه أحد أعضاء السفارة، حيث أنهى إجراءات سفره وسط الركاب دون أن يستخدم صالة «كبار الزوار». ورفض مرجان التعليق حول سبب عودته المفاجئة إلى تونس وعدم رئاسته وفد بلاده فى القمة العربية.