قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن مسؤولين أمنيين من مصر وسوريا اجتمعوا في الأسابيع القليلة الماضية، لبحث استفادة القاهرة من تجربة دمشق في مكافحة الإرهاب، على حد قوله، موضحا أن العلاقة بين البلدين والعراق لها خصوصية، لأن هذه الدول هي أساس الحضارات العربية عبر التاريخ، وهي محرك السياسة عبر التاريخ العربي.

وأضاف الأسد، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، من حواره الذي أجراه مع قناة المنار اللبنانية، أمس الاثنين: "حتى خلال وجود الإخوانجي مرسي رئيسا لمصر وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر، أولا لأهمية هذه العلاقة، وثانيا لأن التواصل بين البلدين لم ينقطع حتى في ظل مرسى".

وأكد الرئيس السوري أن مؤسسات مصرية رفضت قطع العلاقة مع سوريا، واستمرت بالتواصل وكانت تردد خطابا قوميا أخويا يعبر عن الشارع المصري، بحسب قوله.

واستطرد: "مع اتضاح الصورة لما يحدث في المنطقة وفي سوريا، كنا نرى أن هذه اللغة تتصاعد، لأن هذه العلاقة ليست مقطوعة، لكنها لا توجد بشكل ظاهري كما نريد، والسبب هو أن مصر دولة مهمة، وبكل تأكيد من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق إلى الخصوم في المنطقة يركزون الضغوط عليها كي لا يسمحوا لها أن تلعب دورها المأمول، الذي نريدها أن تلعبه بالطبع".

وشدد الرئيس السوري على أنه لا يريد تحميل مصر المسؤولية، لأن الظروف قد تكون ضاغطة جدا، مضيفا أن ما يريده في المرحلة الأولى ألا تكون القاهرة منصة انطلاق ضد سوريا أو ضد غيرها من الدول العربية، وأن تلعب دور الدولة المهمة في المرحلة الثانية.

وتابع: "لا أقول الدولة الكبيرة، فالكبر ليس مقياسا للفاعلية، ولكن الدولة المهمة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقا من تاريخها العريق وليس انطلاقا من البترودولار وتاريخ عمره بضع سنوات، لا أقول حضارة".