أنا عايشة مع والدتي وأخواتي بتيجي لي حالات اختناق وباصرخ واضرب اللي قدامي باحضر من إمبابة كل شهر لمستشفي العباسية علشان آخد العلاج.

واركب بـ‏5‏ جنيه فازاي اروح بدر في آخر الدنيا وهاركب بكام‏.‏ بتلك الكلمات البسيطة عبرت احدي المريضات النفسيات نادية عبدالحميد عندما سمعت بنقل مستشفي العباسية للصحة النفسية الي مدينة بدر , منظمات حقوق الإنسان والجمعية المصرية للطب النفسي ومعهم الممرضات والاطباء والعاملون بالمستشفي نظموا أمس وقفة احتجاجية أمام المستشفي اعتراضا علي قرار النقل برغم نفي وزير الصحة تلقيه أي خطاب رسمي يفيد هدمه ونقله‏.‏

أصحاب الوقفة الاحتجاجية أكدوا عن الأخبار المتضاربة عمدا حول المستشفي تعد دليلا علي تدني رؤية الحكومة للصحة في مصر ووراءها برامج الخصخصة لكل شيء أما الاطباء فقد اكدوا بذل كل مايمكن من جهود لوقف أي قرارات محتملة لهدم مستشفي العباسية باعتبارها كرامة المريض النفسي في مصر ولانها مستشفي أثري‏,‏ مشيرين الي لجوئهم الي جميع الوسائل القانونية المتاحة محليا وعالميا ومن جانبها استنكرت لجنة الدفاع عن الحق في الصحة فكرة نقل المستشفي وأعلنت وقوفها بجانب اطباء المستشفي والجمعية المصرية للطب النفسي ودعت الجمهور للوقوف معهم في الوقفة الاحتجاجية بالمستشفي كما أعلنت نقابة الاطباء وجبهة الدفاع عن مستشفي العباسية تضامنها مع أطباء المستشفي حيث شاركت في الوقفة‏.‏ الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي ورئيس اتحاد الأطباء النفسيين العرب قال للأهرام‏:‏ اين يذهب المرضي والعاملون بالمستشفي والذين يصل عددهم إلي‏2500‏ شخص وكيف يتم نقلهم الي مدينة بدر قبل ان يتم انشاء مترو انفاق أو سكن للعاملين هناك‏.‏

وأشار الي ان وجود مستشفي العباسية للصحة النفسية له أهمية بالغة نظرا لانها تخدم‏17‏ مليون نسمة في الجيزة والقاهرة مؤكدا أن‏99.5%‏ من المرضي النفسيين يتم علاجهم في العيادة الخارجية و‏0.5%‏ يدخل المستشفي‏,‏ ونحو‏80‏ ألف مريض يترددون علي العيادة الخارجية بمستشفي العباسية ولايمكن لهؤلاء بأسرهم ان يذهبوا الي مدينة بدر لافتا الي ان ماسوف توفره الدولة من أموال قد تصل الي‏4‏ أو‏5‏ مليارات جنيه لا يساوي قيمة هدر حقوق المريض النفسي أو تحطيم مستشفي منشأ منذ‏120‏ عاما تخرج من داخله جميع الأطباء النفسيين في المنطقة العربية بالكامل وكان سببا في إقامة منظمة الصحة العالمية لمبناها في مصر‏.‏

وأوضح أنه برغم نفي كل المسئولين‏,‏ وعلي رأسهم وزير الصحة هدم أو نقل مستشفي العباسية إلا أن لابد من اتخاذ جميع الخطوات الاستباقية لاننا شاهدنا الخرائط علي موقع الإنترنت وقد خلت الرسوم الهندسية من مستشفي العباسية‏,‏ ولا أعلم لماذا مستشفي العباسية تحديدا لتوفير الفلوس لماذا لاتباع جامعة مصر أو قصر الزعفران أو الهرم أو أبو الهول فكلها يمكن ان تحقق الدولة من ورائها نقودا لاحصر لها فلماذا لانجئ إلا علي الضعيف ونبيع كرامة المريض النفسي‏,‏ في حين ان حضارة الدول لاتقاس بالقوة العسكرية أو السياسية ولكن باخلاق الناس‏,‏ وبالعناية بالضعيف وهو الطفل والمسن والمريض النفسي‏.‏وأكد ان هدم مستشفي العباسية للصحة النفسية يمثل هدرا لكل القيم الحضارية والإنسانية الموجودة في اي أمة ومتناقضة مع قانون رعاية المربض النفسي الذي صدر في مايو‏2009‏ الجديد الذي طالما عكفوا علي اصداره لحماية حقوق المريض النفسي وازالة الوصمة عنه ليرفع رأسه‏,‏ مشيرا إلي أن المريض النفسي في رأيه أكثر سموا من الذي لم يمرض نفسيا ولذلك الحيوانات لاتمرض نفسيا لان ليس لديهم الفص الأمامي في المخ‏.‏