نفى الأزهر الشريف الوثيقة التي تداولتها وسائل الإعلام المختلفة، نقلا عن موقع "ويكيليكس"، والذي يدعي أنها مسربة من إحدى الدول العربية الشقيقة، وتتحدث عن اتصالات جرت بين الأزهر وسفارة هذه الدولة الشقيقة؛ لتنسيق الموقف السني قبل الاجتماع مع ممثلين عن التيار الشيعي بإيران.

وأكد المركز الإعلامي للأزهر، في بيان له، الأحد، إن الأزهر يتخذ مواقفه دائمًا من منطلقات علمية، ووطنية خالصة، واستقلالية تامة، ولا يمكن توجيهه مطلقًا، كما أكد أن الأزهر -باعتباره المرجعيَّة الكبرى للمسلمينَ عامة، وحِصْن أهل السُّنَّة والجماعة خاصَّة- لا يتوانى عن الاتِّصال بكلِّ علماء الإسلام وقادَة الفكر في المملكة العربية السعودية الشقيقة وغيرها من بلاد العرب والمسلمين، للتشاور والتنسيق لما فيه خير ومصلحة الإسلام والمسلمين جميعا، وفق الأطر الرسمية ومبادئ العلنية والشفافية.

وشدد الأزهر، في بيانه، على أن الدعوات المشار إليها لعلماء من المملكة العربية السعودية ودول أخرى في ذلك الوقت؛ أمر يخص أهل السنة جميعًا وفي صدارتهم الأزهر، وقد نتج عن تلك الدعوات عقد مؤتمر تحضيريّ تحتَ عُنوان: "أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ (الأشاعرَةُ - الماتُريديَّةُ - أهلُ الحَديث)" دعوةٌ إلى الوَحْدَةِ والتَّسامُحِ ونَبْذٌ للفُرْقَةِ والتّشدُّد، وانعقد بقاعةِ الأزهرِ للمؤتمراتِ بمدينةِ نَصْرٍ، وحضره عدد كبير من علماء الإسلام من السعودية وسوريا والمغرب والجزائر وتونس والسودان والهند وغيرها.

وأوضح المركز الإعلامي أن كل ذلك إنما كان تمهيدًا للقاء أكبر يجمع كل طوائف المسلمين من أهل القبلة، ولكن ظروف مصر آنذاك حالت دون تحقيق كل ما كان يصبو إليه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، من عقد هذا المؤتمر الجامع، ولا زالت النية قائمة لتحقيق هذا الأمل، لتنسيق وتوحيد الموقف في هذا الشأن.

وأشار إلى أن الأزهر حريص دائمًا على عقد اجتماعات دورية معلنة بين العلماء الثقات للتنسيق وتوحيد الرؤى في الأمور الدينية المشتركة سواء فيما يتعلق بالعلاقة بين المذاهب أو الأديان أو مكافحة التطرف والإرهاب أو غير ذلك من المسائل التى تهم المسلمين، بعيدًا عن أي شأن سياسي، وهذا هو منهج دائم وثابت للأزهر الشريف قبلة العلم ومنارة أهل السنة والجماعة.