وجه بطرس بطرس غالي، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، انتقادات حادة للسياسة الخارجية المصرية على هامش مشاركته في الاجتماع الاستثنائي، الذي عقده المجلس اليوم الأربعاء، لمناقشة الانتخابات البرلمانية، فى أول لقاء له بالمجلس عقب عودته من فرنسا قبل أيام

وقال غالي: السياسة الخارجية المصرية لا وجود لها بالخارج، ونحن غير مهتمين بها، والجانب الأجنبي مدرك لهذا تماما، مشددا على ضرورة الاهتمام بالشؤون الخارجية، خاصة أن السياسة الخارجية المصرية تمر في الوقت الحاضر بمرحلة من الركود، على حد تعبيره.

وأضاف أن مجالس حقوق الإنسان أصبحت ظاهرة في العالم كله، وأكد على ضرورة إجراء اتصالات بين المجلس القومي المصري والمجالس الأخرى، مشيرا إلى وجود تحالفات بين مجلس حقوق الإنسان الإسباني والفرنسي والروسي.

وعقب الاجتماع عقد نائب رئيس المجلس مقبل شاكر، مؤتمرا صحفيًّا قال فيه: إن التقرير النهائي للمجلس سيصدر خلال أسبوعين، وتحدث عن التجاوزات التي شهدتها الانتخابات قائلاً: "وردت إلينا شكاوى عن تجاوزات في بعض الدوائر، وأقول بعض الدوائر فقط، دون تعميم على كل الدوائر"، مشيرا إلى تسويد بطاقات في بعض اللجان، وشكاوى من ممارسة البلطجة في بعض اللجان، وشكاوى من منع مندوبي المرشحين في لجان أخرى.

وأكد أن الشكاوى التي احتاجت تدخل الداخلية أحيلت إلى ضابط الاتصال المتواجد من الداخلية بغرفة عمليات المجلس.

وفي رده على تساؤل عن تقييمه للانتخابات، قال شاكر: "لا أستطيع أن أقيم التجربة؛ فيها إيجابيات وبعض السلبيات".
أما محمد فائق، عضو المجلس، فقال: إن هناك انتهاكات عديدة متفق عليها، ولكن التقرير النهائي للمجلس سيستغرق وقتا لأنه سيتضمن دراسة عن أسباب عزوف الناخبين عن المشاركة، وأيضا مشكلة عدم تنفيذ الأحكام الصادرة ببطلان الانتخابات في بعض الدوائر.

وعن رأيه الشخصي في العملية الانتخابية قال الوزير السابق: شابتها انتهاكات خطيرة تجعلها بعيدة عن إرادة الناخبين، مشيرا إلى تسويد البطاقات في معظم الدوائر وعدم تنفيذ الأحكام القضائية وشراء الأصوات والبلطجة.

وأكد فائق أن النتيجة النهائية للمجلس وقلة عدد المعارضة سيؤثر على العملية الديمقراطية، قائلاً: "لا يوجد ديمقراطية بدون معارضة"، مؤكدا على تأثر عملية المراقبة على أداء الحكومة والتشريع بضعف صوت المعارضة، مشيرا إلى التقارير التي تصدر عن الجهاز المركزي للمحاسبات، وكانت تناقش بقوة في المجلس السابق، وقال: "النواب الذين كانوا مهتمين بالمراقبة استبعدوا"، وقال: "نحن نرجع للوراء، وهذه ردة للخلف".