تجري الأحد المقبل جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشعب‏,‏ وتتنافس فيها أربعة أحزاب‏,‏ هي‏:‏ الوطني‏,‏ الوفد‏,‏ التجمع‏,‏ والسلام‏,‏ بالإضافة إلي المستقلين‏.‏

ومن بين‏377‏ مرشحا للوطني يخوضون جولة الإعادة‏,‏ نجح الحزب في حسم‏114‏ مقعدا لمصلحته‏,‏ نظرا لأن المتنافسين علي تلك المقاعد مرشحو الحزب في الدوائر‏(‏ المفتوحة‏),‏ التي شهدت ترشيحات مزدوجة‏.‏

وتؤكد المؤشرات أن الحزب الوطني ضمن الفوز بعدد‏75‏ مقعدا آخر في الجولة نفسها‏,‏ لأن طرفي الإعادة فيها من أبناء الحزب‏,‏ سواء كانوا من المرشحين الأصليين أو المرشحين المستقلين‏,‏ الذين خاضوا المجمع الانتخابي‏.‏

وبذلك يتبقي نحو‏95‏ مقعدا تجري عليها منافسة قوية بين المرشحين من مختلف الانتماءات الحزبية والسياسية‏.‏

وقررت جماعة الإخوان المحظورة أمس مقاطعة انتخابات الإعادة‏,‏ وسحب جميع مرشحيها الذين يخوضون انتخابات الإعادة وعددهم‏27‏ مرشحا‏,‏ بمن فيهم مرشحة الكوتة‏.‏ وأكد بيان للجماعة أن قرار الانسحاب جاء بعد مراجعة مجلس شوري الجماعة الذي قرر بأغلبية‏72%‏ مقاطعة انتخابات الإعادة كخطوة احتجاجية علي ما حدث في انتخابات الجولة الأولي‏.‏

وقال البيان إن عدم المشاركة في هذه الجولة الانتخابية لا يعني تغييرا في استراتيجيتنا الثابتة بالمشاركة في جميع الانتخابات‏,‏ ولكنه موقف فرضته الظروف الحالية‏,‏ وكل حالة تقدر بقدرها‏.‏ وقالت الجماعة إنها ستلجأ إلي كل الوسائل القانونية لإبطال المجلس‏.‏

وفي تطور مفاجئ‏,‏ سيطرت الخلافات علي حزب الوفد أمس‏,‏ بعد إعلان رئيس الحزب‏,‏ السيد البدوي‏,‏ انسحاب الحزب من الجولة الثانية للانتخابات‏,‏ واعتبار مرشحيه الفائزين في الجولة الأولي مستقلين‏.‏ وأبدي عدد من مرشحي الحزب في جولة الإعادة وقيادات الحزب اعتراضهم علي قرار البدوي‏,‏ الذي اعتبروه فرديا‏,‏ ولا يعبر عن رأي الحزب كمؤسسة‏.‏

وقال فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ـ الذي يخوض جولة الإعادة في دائرة نبروه بالدقهلية ـ إن قرار رئيس الوفد ليس نهائيا‏,‏ وإن المكتب التنفيذي في اجتماعه ظهر اليوم سوف يحدد موقف الحزب من المشاركة في الانتخابات‏.‏

وبدوره أبدي نائب رئيس الحزب‏,‏ محمد سرحان‏,‏ اعتراضه علي قرار البدوي من ناحية الشكل‏,‏ مشيرا إلي أن الهيئة العليا فوضت المكتب التنفيذي في اتخاذ القرار المناسب‏.‏

وتتوزع دوائر جولة الإعادة علي مختلف المحافظات‏,‏ ومنها نحو‏49‏ دائرة يجري التنافس فيها علي مقعد واحد‏,‏ بينما يجري التنافس علي مقعدين في نحو‏117‏ دائرة‏,‏ بينها‏9‏ دوائر لكوتة المرأة‏(‏ فردي وزوجي‏).‏ ويخوض حزب الوفد جولة الإعادة بنحو‏9‏ مرشحين ـ قبل إعلانه الانسحاب عصر أمس ـ والتجمع‏6,‏ والسلام مرشح واحد‏,‏ بينما يخوضها‏140‏ مستقلا‏,‏ وكان مقررا أن يخوضها‏27‏ من المنتمين للجماعة المحظورة‏.‏

من ناحية أخري‏,‏ عقدت هيئة مكتب أمانة الحزب الوطني اجتماعا أمس‏,‏ برئاسة السيد صفوت الشريف‏,,‏ حيث ناقشت نتائج الجولة الأولي‏,‏ واستكمال خطة التحرك الحزبي في الأيام المقبلة‏.‏

ودعا الشريف مؤسسات المجتمع المدني‏,‏ وممثلي وسائل الإعلام إلي متابعة الانتخابات‏,‏ ونقل صورة صادقة وأمينة عنها‏.‏

وكانت النتائج النهائية الرسمية للجولة الأولي قد أسفرت عن فوز الحزب الوطني بعدد‏209‏ مقاعد‏,‏ مقابل‏7‏ مقاعد للمستقلين‏,‏ ومقعدين لحزب الوفد‏,‏ ومقعد واحد لكل من التجمع‏,‏ والغد‏,‏ والعدالة‏.‏

ومن جهتها‏,‏ رفضت وزارة الخارجية ما ورد في البيانين الصادرين عن وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بشأن الانتخابات‏,‏ واعتبرتهما تدخلا غير مقبول في شئون مصر الداخلية‏.‏ وأبدي السفير حسام زكي‏,‏ المتحدث باسم الوزارة الاستياء‏,‏ مما تضمنه البيانان من مغالطات واضحة‏,‏ ومزاعم حول تقييد الحريات الأساسية والإعلامية خلال العملية الانتخابية‏.‏

وقد أعربت الولايات المتحدة عن التزامها بشراكتها مع مصر‏,‏ مشيرة إلي أن هذا أمر لا جدال فيه‏,‏ وأن علاقاتها مع مصر متعددة الأوجه‏,‏ وأن الولايات المتحدة لا تتردد في أن تقول لمصر ـ كصديق ـ شواغلها حول الالتزام بالمعايير الدولية‏.‏

جاء ذلك في تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي‏,‏ الذي أشار إلي أن الانتخابات البرلمانية أمر يتعلق بالعلاقة بين الحكومة المصرية والشعب المصري‏,‏ وما تريده الولايات المتحدة هو أن تكون هناك مشاركة أوسع في هذه العملية السياسية‏,‏ والأمر متروك للحكومة المصرية لتلبية احتياجات ورغبات الشعب المصري‏.‏ وأوضح أنه تم في الآونة الأخيرة إجراء حوار بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخاجية المصرية أحمد أبو الغيط‏,‏ وسوف نواصل رفع شواغلنا حيثما كان ذلك مناسبا‏.‏