عاشت مصر أمس واحدة من جولات الديمقراطية الحقيقية في تاريخها الحديث.. ولم تفلح محاولات قوي المحظورة والمعارضة في افساد أجواء الانتخابات أمس في مختلف المحافظات.. رغم وقوع مشاحنات ومشاجرات وتهديد لبعض المرشحين بالانسحاب أو انسحابهم بالفعل كما حدث في دائرة البرلس والحامول مع المرشح حمدين صباحي.
أظهر الشعب المصري وعيا حقيقيا بالعملية السياسية وممارسة حقه الانتخابي.. حيث ساد الهدوء النسبي معظم الدوائر بالمحافظات.. وحدثت مفاجآت غير متوقعة كما في الإسكندرية علي سبيل المثال حيث كان الهدوء سيد الموقف.. ولم تشهد المحافظة مواجهات ساخنة كما توقع البعض.
أما ما هو متوقع من جانب المحظورة فقد حدث ونجحت قوات الأمن في التصدي لها والسيطرة علي الموقف بأقل الخسائر المادية والبشرية.. ففي بعض الدوائر قذف أنصار مرشحي المحظورة الشرطة بالحجارة وقطعوا الطريق الدولي بكفر الشيخ وأشعلوا النار في إطارات السيارات. وحاولوا تحطيم الصناديق كما حدث في البحيرة والغربية.. وبعض الدوائر بالصعيد.. كما هاجم أنصار المحظورة والمستقلين اللجان كما حدث في الفيوم واضطرت اللجنة العليا للانتخابات الي إلغاء 12 لجنة بمركز طامية بعد تعطل العملية الانتخابية أثر أعمال الشغب وتحطيم الباب الرئيسي لمحكمة طامية.
وبينما شكا الحزب الوطني هو الآخر من تعنت الأمن ضد مندوبيه في 3 محافظات سجل الائتلاف المصري لدعم الديمقراطية حالات اطلاق الرصاص ورش بماء النار في الساعات الأولي للانتخابات.
دوائر محافظات الوجه القبلي أيضا شهدت أحداثاً ساخنة ومشاجرات سواء بين المرشحين أو بين أنصارهم مما أدي الي سقوط عدد من المصابين.
كان إقبال رجال الدين المسيحي والأقباط علي صناديق الانتخابات أبلغ رد علي أن المسيحيين سيقاطعون عمليات التصويت.. وحرص الأساقفة في مختلف الدوائر خاصة التي بها مرشحون مسيحيون علي اصطحاب القساوسة والمواطنين الي اللجان.
واللافت هو الاقبال الكبير للسيدات في الصعيد علي التصويت لصالح مرشحات الكوتة بالحزب الوطني اللاتي حرصن علي توفير وسائل النقل للناخبات في المدن والقري.
أكد الناخبون والمرشحون الحياد الكامل والشفافية من جانب رجال الشرطة في التعامل مع العملية الانتخابية.. مشيرين إلي أن الأمن أدي دوره بحياد تام.
في الإسكندرية جاءت الانتخابات هادئة عكس المتوقع.. وتشير الدلائل في دائرتي محرم بك والرمل إلي تقدم الوزيرين مفيد شهاب وعبدالسلام المحجوب.. كما يتقدم معظم مرشحي الوطني في الدوائر الأخري بينما فشل مرشحو المحظورة في استمرار خداعهم للناخبين وأملهم فقط في مرشحتهم بشري السلمي.
وقد أشاد وفد سفارات الاتحاد الأوروبي الذي زار بعض الدوائر بالقاهرة والجيزة برفقة أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان بحسن تنظيم وسير العملية الانتخابية.. وما بذلته الحكومة من جهد لتسهيل مهمة الناخبين. أكدت اللجنة العليا للانتخابات علي لسان المتحدث باسمها المستشار سامح الكاشف أن اللجنة لم تتلق أي شكوي بحدوث تجاوزات جسيمة تؤثر علي العملية الانتخابية.
وشددت وزارة الداخلية علي أن المشاحنات التي حدثت في بعض اللجان معهودة وتمت السيطرة عليها. وتشير الحصيلة شبه النهائية إلي سقوط ثلاثة قتلي ومتوف واحد إلي جانب 66 جريحاً في 36 دائرة.
وأوضح صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني أن الحزب لن ينزلق الي فخ الاستفزازات التي تحدث من جانب قلة خارجة عن القانون.. وقال إن تقارير أمناء المحافظات تؤكد اقبال الشباب.. ووصف النتائج المتوقعة للانتخابات بأنها ستكون نقطة تحول في الممارسة الديمقراطية.. وأن كوتة المرأة تجربة تساهم في صعودها السياسي ومشاركتها في التنمية.
في الوقت نفسه تلقي مجلس الدولة أمس 5 دعاوي لوقف العملية الانتخابية. وصرح المستشار سامح الكاشف المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات أن عمليات فرز الأصوات بدأت فور انغلاق صناديق الاقتراع باللجان العامة وبحضور وعلي مرأي ومسمع من مندوبي ووكلاء المرشحين وسيتم إعلانها فور حصر الأصوات كما جرت العادة. إما الإعلان الرسمي للنتائج والذي يتضمن نسب الحضور والمعلومات التفصيلية فسيتم بمعرفة اللجنة العليا للانتخابات غدا.
وكشفت استقبالات الجماهير في مدينة نصر للمرشح الوزير سامح فهمي عن الواقع الحقيقي للتنظيم السري في الدائرة بينما أكد كل من الوزيرين علي المصيلحي وأمين أباظة في الشرقية أن شفافية ونزاهة الانتخابات أبلغ رد علي المشككين.
وتؤكد المؤشرات الأولية أن الجولة الأولي لن تحسم المعركة الانتخابية وستكون هناك إعادة في معظم الدوائر مما يعني أن الحسم سيكون في الجولة الثانية الأحد القادم.
وأوضحت المؤشرات أن الإعادة ستتركز في الدوائر المفتوحة مما يعني أن المنافسة علي المقاعد ستكون بين مرشحي الوطني بعد خروج مرشحي المحظورة والمعارضة من الجولة الأولي.
وفور إغلاق صناديق الاقتراع بدأ المرشحون الذين خرجوا من السباق تقديم الطعون في النتائج مما يعني أن هؤلاء المرشحين سيحاولون البقاء في حلبة الصراع علي المقاعد حتي أخر لحظة.