غاب الجسد وبقيت الروح.. أقلق مضاجع الاحتلال وأفزعهم، وأرعبهم في كل زمان ومكان.. 27 عامًا مضت وهو يزداد رسوخًا وتعمقًا.. إنه أمير الشهداء، خليل إبراهيم محمود الوزير..
"لن ننتصر ونحن فصائل.. إنما النصر من صنع الوحدة الوطنية.. وإذا أردنا محاربة إسرائيل فهذا يعني أنه علينا محاربة العالم بأسره وسنفعل ذلك"، كلمات جسد بها "أبوجهاد" رؤيته لمحاربة العدو الصهيوني. إنه أحد أهم قيادات حركة فتح وجناحها المسلح، والذي اغتالته إسرائيل عام 1988 في تونس بالتزامن مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
72 عامَا على اغتياله، الاغتيال الذي وصفته الصحافة الإسرائيلية وقتها، بأنه "الاغتيال الذي غيّر وجه الشرق الأوسط".
ولد في مدينة الرملة بفلسطين، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948، مع أفراد عائلته، درس في جامعة الإسكندرية ثم انتقل إلى السعودية، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963، وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.
عملياته: 
قاد العمل العسكري داخل فلسطين المحتلة، فأشرف شخصيًا على تخطيط وتنفيذ العمليات النوعية الخاصة، ومن أخطرها استهداف المفاعل النووي الإسرائيلي "ديمونا"، وكانت هذه العملية الخط الأحمر لإسرائيل . 
خلال توليه مسؤولية القطاع الغربي، خطط لعدد كبير من العمليات الفدائية وأشرف على تنفيذها، ومنها عملية فندق (سافوي) في تل أبيب، وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس في عام 1975، عملية الساحل "الشاطئ" بقيادة دلال المغربي في 1978، عملية قصف ميناء إيلات عام 1979، قصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981، أسر 8 جنود إسرائيليين في لبنان ومبادلتهم بنحو 4500 أسير لبناني، وفلسطيني في جنوب لبنان، ونحو 100 من أسرى الأرض المحتلة، و عملية اقتحام و تفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور في العام 1982 وعملية مفاعل ديمونة عام 1988 
اغتياله 
شعرت إسرائيل بخطورة الرجل لما يحمله من أفكار ولما قام به من عمليات ضدها فقررت التخلص منه، وفي 16 أبريل 1988 قام أفراد من الموساد بعملية الاغتيال، حيث تم إنزال 20 عنصرًا مدربًا من الموساد من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلت الحراس وتوجهت إلى غرفته وحيت شعر بوجود أحد وحمله لمسدسه وتوجهه نحو الباب، أطلق خليل الوزير رصاصة وأطلقت عليه عددا من الرصاص، واستقر به سبعون رصاصة فتوفي في اللحظة نفسها، ليجسد بذلك كلمته الشهيرة "لا صوت يعلو فوق صوت الرصاصة".
الصحف العبرية واغتيال:
رأت الصحف العبرية، في اغتيال "أبو جهاد".. كان الحدث التاريخي، بل إنه كان محاولة إسرائيلية لتغيير التاريخ في الشرق الأوسط.
ولا يزال اغتيال أبو جهاد، السر الأكبر الذي لا تريد إسرائيل أن تعترف به رسمياً، ورغم ما ينشر فإن أحداً لا يفتح فمه علانية.
وقال أحد منفذي عملية الاغتيال للصحف العبرية: كنا نعتقد أننا سنغير التاريخ في المنطقة لكن اكتشفنا أن اغتيال أبو جهاد جعل الانتفاضة الأولى، تلتهب أكثر وان امتلاك إسرائيل لقمر اصطناعي أهم بكثير من اغتيال قادة وزعماء عرب، وأن السياسيين في إسرائيل يلجئون إلى الاغتيالات حين يشعرون بعجز الجيش عن مواجهة وحسم التظاهرات والمقاومة وان الإضرار على إسرائيل اكبر من الفوائد جراء ذلك.