معلناً تعهد الكويت بتقديم 500 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سورية، افتتح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين، بمشاركة ممثلي 78 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 38 منظمة غير حكومية إقليمية ودولية، وبحصيلة «سخية» بلغت 3.8 مليار دولار, وفق ما اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فاقت تعهدات المؤتمرين الأول والثاني. (تفاصيل ص 2)

وأشار سموه الى أن «الكارثة الانسانية وعلى مدى السنوات الخمس حولت شوارع وأحياء سورية إلى دمار ومبانيها إلى أطلال وشعبها إلى قتيل ومشرد»، لافتاً الى أن الأرقام «المفزعة» والحقائق الموثقة تعني ان «الدمار هو العنوان الرئيسي لكافة المناطق في سورية دون تمييز، حيث تجاوزت أعداد القتلى من الأشقاء مئتين وعشرة آلاف قتيل وتشريد ما يقارب 12 مليون شخص في الداخل والخارج».

وأكد سمو الأمير «أن هذه الحقائق المرعبة تضعنا كمجتمع دولي أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا معاً العمل بكل عزم وإصرار لإنهاء هذه الكارثة التي باتت تهدد في تبعاتها الأمن والسلم الدوليين، كونها أصبحت ملاذاً للمنظمات الارهابية تنطلق منه لتنفيذ مخططاتها الدنيئة».

ولفت سموه الى «عجز المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن طيلة السنوات الخمس عن إيجاد حل ينهي هذا الصراع ويحقن دماء الأشقاء ويحفظ لهم كيان بلد جرحته مخالب الفرقة ومزقته أنياب الإرهاب»، داعياً مجلس الأمن «ولاسيما أعضاءه الدائمين الى أن يتركوا جانباً مصالحهم الضيقة وخلافاتهم الواسعة ويوحدوا صفوفهم للخروج بحل ينهي هذا الصراع المدمر ويعيد الأمن والاستقرار لربوع سورية الشقيقة ويوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الأطراف كافة، ونطالب بتقديم جميع مرتكبي هذه الجرائم للعدالة»، مؤكداً أن «المخرج السياسي الشامل هو القائم على أساس بيان مؤتمر جنيف الأول لعام 2012 وهو الحل المناسب لانهاء الصراع الدائر في سورية، الذي لن ينتصر فيه طرف على الآخر».

وكانت المنظمات المانحة غير الحكومية أعلنت في مؤتمرها أول من أمس تعهدها بتقديم 506 ملايين دولار لدعم الشعب السوري.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه تم الايفاء بأكثر من 90 في المئة من التعهدات التي أطلقت خلال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين وقيمتها 2.4 مليار دولار، لكن مع تنامي الاحتياجات ارتفع نداء التمويل خلال (المانحين 3) الى 8.4 مليار دولار.

وأكد أن الدعم الذي قدمه سمو أمير البلاد (قائد العمل الإنساني) «هو شهادة واضحة على التزام حكومة دولة الكويت بالعمل الإنساني في العالم».

وحول النزاع في سورية أوضح بان كي مون أنه دخل عامه الخامس وهو «أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحالي» مؤكداً أن «الشعب السوري لا يطلب شفقة بل يطلب دعماً».

وطالب بان كي مون بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات (بيان جنيف) وهو أفضل حل إنساني لإنهاء «أسوأ أزمة إنسانية في العالم لاسيما وأن السوريين يتابعوننا وينتظرون منا الدعم».

وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أن عدد اللاجئين السوريين تضاعف ليصل الى أربعة ملايين لاجئ، وهو الأكبر في العالم.

وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة فاليري آموس عن شكرها لدولة الكويت ولسمو أمير البلاد على الالتزام بمساعدة الشعب السوري والاستمرار في الدور الإنساني «الحيوي» لتأمين منصة لنقاش تطورات الأزمة السورية