فى أول زيارة لاثيوبيا، يصل الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم إلى أديس أبابا للمشاركة فى الدورة الـ24 للقمة الأفريقية المقرر أن تبدأ غدا وتستمر لمدة يومين ، بمشاركة أكثر من أربعين رئيس دولة وحكومة تحت شعار «2015 عام تمكين المرأة والتنمية نحو أجندة 2063 لإفريقيا».
وتنعقد هذه الدورة وسط ترقب واهتمام إفريقى بعودة مصر بشكل فاعل للعب دورها الريادى فى القارة الأفريقية، سواء لمواجهة التحديات أو لرسم خريطة المستقبل.وتبدأ أعمال قمة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية صباح غد الجمعة بجلسة تشاورية مغلقة، حول مشروع جدول الأعمال وبرنامج العمل وتشكيل هيئة المكتب.وفى الوقت نفسه، اعتبر سامح شكرى وزير الخارجية تغيب مصر عن المشاركة فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة الاتصال الدولية حول ليبيا أمس بأنه رسالة واضحة بأنه لابد من التنسيق الوثيق مع مصر وبقية الدول، عندما يتصل الأمر بمشاركة دول من خارج الاتحاد فى اجتماعات مرتبطة بالاتحاد الأفريقى ومرتبطة بقضايا مباشرة لدول الاتحاد.وأشار إلى أن مصر تشارك فى هذا الاجتماع الآن، حيث يحضره حاليا السفير أمجد عبد الغفار نائب مساعد وزير الخارجية للمنظمات الأفريقية نظرا لاهتمام مصر بالشأن الليبي.وأكد شكرى أن مصر لم تشارك فى الاجتماع فى البداية وذلك بالتنسيق مع وزير خارجية ليبيا وممثلى الإمارات والسعودية فى ضوء عدم التزام مفوضية الاتحاد الأفريقى بالإجراءات المألوفة بأن يتم تنظيم مثل هذه الاجتماعات بعد التشاور والتنسيق مع الدول الأعضاء فى المنظمة، التى تملكها الدول الأعضاء ويقتصر دور المفوضية على كونها مسهلا ومعاونا للدول الأعضاء.واعتبر أن عدم الحضور كان رسالة واضحة فى هذا الصدد، واستدرك قائلا:» كان لنا رأى موضوعى فى التشكيل حيث كان لابد أن يؤخذ فى الاعتبار، ومن ثم لم نشارك فى الاجتماع وأدى ذلك إلى بعض الصعوبات التى أدت إلى تعليق الاجتماع، ثم تغيير إطاره ثم انعقد هذا الاجتماع مرة أخري.ووصف شكرى الجلسة الصباحية للجنة الاتصال ـ التى لم تحضرها مصر- بأنها كانت مضطربة وغير مواتية نظرا لتغيب الطرف الرئيسى وهو ليبيا، وبالتالى فلم يكن لها جدوي.وتضم مجموعة الاتصال الدولية دول الجوار الليبي، وهى مصر والجزائر وتشاد والنيجر والسودان وتونس، بالإضافة إلى موريتانيا الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وأعضاء مجلس الأمن الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وكذلك الأمم المتحدة والجامعة العربية وتجمع الساحل والصحراء وايطاليا وإسبانيا.وكانت المفوضية قد وجهت الدعوة لتركيا وقطر اللتين حضر ممثلاهما اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا.كما تغيبت غينيا ومبعوث الأمم المتحدة لليبيا برناردينو ليون، والمبعوث الأمريكى جيفرى فيلتمان وأطراف أخرى عن الجلسة الافتتاحية للاجتماع .وعلى هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة، عقد وزير الخارجية جلسة مباحثات مع نظيره الجنوب سودانى برنابا بنجامين، حيث أكد شكرى عقب اللقاء»إن هذا اللقاء يأتى فى إطار المشاورات المستمرة بين الجانبين ، منوها بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس جنوب السودان سيلفاكير بالقاهرة، وتأكيد الرغبة المشتركة فى دعم العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن وزير خارجية جنوب السودان أعرب عن اهتمامه باستمرار التواصل على المستوى الفنى بين الوزارات المعنية بالزراعة والتعليم والصحة لتوفير القدرات لدعم شعب جنوب السودان، وكذلك اهتمام جنوب السودان بأن تكون مصر قريبة من المفاوضات السياسية بين الحكومة والمعارضة، حتى يتم التوصل لتوافق سياسى يحمى شعب جنوب السودان من الصراع. وأشار فى هذا الإطار إلى الاجتماع المرتقب بين الرئيس السيسى و سيلفاكير بأديس أبابا، على هامش القمة الأفريقية.
ومن ناحية أخري، التقى شكرى وزير خارجية الكونجو الديمقراطية ريموند تشيباندا حيث أكدأن وزير خارجية الكونجو عبر عن حرص بلاده على تنمية العلاقات مع مصر سياسيا واقتصاديا وثقافيا، مشيرا إلى أهمية أن يكثف القطاع الخاص المصرى وجوده واستثماراته ومشاركته فى مشروعات البنية التحتية بالكونجو واهتمامه بأن يكون هناك تنسيق سياسى على مستوى قضايا القارة وتناول التحديات التى تواجه القارة.
ولفت إلى أن هناك توافقا تاما فى الرؤية فيما يتعلق بقضايا حوض النيل والتزام الكونجو الديمقراطية وتفهمها لاحتياجات مصر.
كما أكد شكرى أن لقاءه بوزير خارجية أثيوبيا تواضروس ادهانوم كان فرصة للتباحث حول العلاقات الثنائية والقضايا المختلفة الخاصة بالقمة الأفريقية والقضايا المطروحة عليها .
وأوضح عقب المباحثات «أن اللقاء شكل كذلك فرصة لبحث قضية سد النهضة والتى نعمل فيها بكل جد واجتهاد وفقا لتوجيهات رئيس الوزراء الأثيوبى والرئيس السيسى لكى تستمر هذه العلاقة فى التطور وفى توفير المناخ المناسب للدولتين.
فيما يتعلق بما تم اقراره فى مالابو من تعهد اثيوبى بعدم الاضرار بمصالح مصر المائية واعتراف مصر باحتياجات اثيوبيا التنموية، أكد شكرى «إننا نعمل على بناء الثقة بين البلدين والشعبين ».
ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية الأثيوبى أن اللجنة الفنية الثلاثية حول سد النهضة مستمرة فى عملها، مشيرا إلى توقف المباحثات لعدة أشهر قبل تولى السيسى الرئاسة، لكن تم استئنافها بعد تشكيل الحكومة الجديدة فى مصر، واجتمعت اللجنة عدة مرات منذ ذلك الحين.
وفى الوقت ذاته، أقر وزراء الخارجية الأفارقة فى ختام اجتماعاتهم مشروعات قرارات تمهيدا لرفعها إلى رؤساء الدول والحكومات من بينها الموافقة على الميزانية التكميلية، وتوزيع مصادر التمويل للاتحاد الأفريقى وضرورة تكثيف الجهود الأفريقية لمكافحة الفساد بكافة أنواعه. وذكرت مصادر دبلوماسية اليوم أن وزراء الخارجية أكدوا ضرورة إيفاد بعثات ميدانية لتقييم أوضاع اللاجئين والعائدين والنازحين فى القارة وأيضا عقد مؤتمرات فى الدول المتضررة من آثار زعزعة الاستقرار من قبل الجماعات المسلحة مثل جماعة بوكو حرام وحركة الشباب الصومالية لمواجهة اثارها على المجتمعات .
وبحث وزراء الخارجية الأفارقة أمس تقرير المفوضية الإفريقية حول الشرق الأوسط وفلسطين.
وذكرت مصادر مطلعة ان التقرير جاء إيجابيا لصالح القضية الفلسطينية، مشيدة بدور الوفد المصرى المشارك فى الاجتماع برئاسة سامح شكرى وزير الخارجية فى خروج تقرير المفوضية بهذه الصيغة الإيجابية.
كما أقر وزراء خارجية الاتحاد الأفريقى أيضا ضرورة وضع خرائط مفصلة لتنفيذ كل المشاريع الرئيسية لأجندة 2036 ومنها الشبكة المتكاملة للقطار فائق السرعة وسوق الطيران الأفريقية الموحدة والشبكة الإلكترونية الافريقية وحرية تنقل الأفراد وجواز السفر الأفريقى ومنطقة التجارة الحرة القارية ووضع استراتيجية السلع.
من ناحية أخرى حذرت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لمنطقة الساحل هيروت جيبراسيلاسى أمس من أن هذه المنطقة معرضة لخطر جماعة بوكو حرام، معتبرة ان نيجيريا مهد الحركة الاسلامية المتطرفة وأنها عاجزة عن مواجهتها بمفردها.
وقالت جيبرا سيلاسى لوكالة الأنباء الفرنسية فى تصريحات قبل انطلاق القمة الأفريقية «حان وقت التحرك وادراك الخطر الذى تمثله بوكو حرام على القارة الأفريقية»، داعية نيجيريا إلى «تحسين تقبلها» للقوة العسكرية الاقليمية التى انشأتها ست دول من المنطقة فى 2014.