لم تمنع تصريحات إسلاميين مقيمين في قطر حول استبعاد تسليمهم إلى السلطات المصرية بعد القرار المفاجئ بوقف بث فضائية "الجزيرة مباشر مصر"، إطلاق شائعات تحدثت عن وضع عدد منهم قيد الإقامة الجبرية تمهيدًا لتسليمهم إلى القاهرة. وزعم أحد المواقع الإخبارية أن الحكومة القطرية فرضت الإقامة الجبرية تحت الحراسة على 14 مطلوبًا لمصر تمهيدًا لتسليم بعضهم، بعد اجتماع أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثان، رئيس المخابرات القطرية، وخالد فوزي، رئيس المخابرات المصرية. وبحسب تلك المزاعم، ضمت القائمة كلاً من عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، وطارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسي لـ "الجماعة الإسلامية"، وحمزة زوبع المتحدث الرسمي باسم "الإخوان المسلمين"، وأحمد المغير وعبد الرحمن عز المتهمين في موقعة الاتحادية مع الرئيس المعزولـ وعبدالرحمن عبدالبر مفتى الجماعة الصادر ضده حكم بالإعدام، والإعلامي بـ "الجزيرة" أحمد منصور. وقال إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة (سلفي)، المقيم بالدوحة، والعضو في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، إن معظم الأسماء المشار إليها "ليست في قطر"، ولفت إلى أن "الإعلامي أحمد منصور أنهى مسألة وضعه على قوائم الانتربول وبصدد مقاضاة النظام الحالي". وكان شيحة قال في تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول"، إن "قطر ليست في خصومة مع الشعب المصري، كي تقوم بترحيلهم"، وتابع: "لانعتقد أن تقوم قطر بالتضييق علينا أو مطالبتنا بالمغادرة". وردًا على سؤال حول طلب سابق تقدمت به قطر لـ7 من قيادات الإخوان المسلمين بالمغادرة في سبتمبر الماضي، قال شيحة: "طلب مغادرة قيادات الإخوان للدوحة لم يكن من أجل السيسي، ولكن لأسباب أخرى (لم يحددها)، تفهمتها الجماعة حينها وقبلت بها". فيما استبعد الدكتور عمرو عادل، القيادي بحزب "الوسط"، أن تقوم قطر بذلك لأن ذلك يعد إهانة في حقهاـ كما أن القوانين والأعراف تمنع تسليم أي أحد لدولة بلاقانون أو جهاز قضائي مستقل"، بحسب قوله. وتابع: "أشك في أن تقوم أى دولة بالعالم بتسليم أحد إلى مصر باستثناء كوريا الشمالية". بينما قال حازم خاطر، الناشط بحركة "حازمون"، إن "الدول لا تعرف سوى المصالح ولا توجد في علاقات الدول "العاطفة" وكل ما سيكون في مصلحة قطر ستفعله". وطالب الجميع أن "ينتبه بأن قطر ما أغلقت الجزيرة مباشر مصر إلا في نفس يوم خسارة الإخوان فى تونس ولا وجود ظاهر للإخوان في سوريا ولا اليمن ولا ليبيا وإخوان مصر لم تستثمر دعم قطر طوال الفترة الماضية بحسب قوله"، متسائلاً: "لماذا سيستمر الدعم القطري؟". وأكد أن "قطر ستعمل على تحقيق مصالحها حتى وإن كان على حساب الإخوان، مشيرًا إلى أنها لن تستطيع الصمود أمام مجلس التعاون الخليجي أكثر من ذلك ولن يتم السماح لأحد بأن يغرد خارج السرب". وكانت مصادر داخل جماعة الإخوان، قالت في سبتمبر الماضي، إن "قطر طلبت من 7من قيادات الجماعة والشخصيات المقربة منها مغادرة البلاد، وهو ما استجابت له الجماعة، دون أن تعلق الدوحة على القرار. والشخصيات التي غادرت قطر هي: محمود حسين العام الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعمرو دراج وحمزة زوبع عضوا المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان)، وأشرف بدر الدين عضو الهيئة العليا للحزب، وجمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق القيادي بجماعة الإخوان، والداعيان الإسلاميان عصام تليمة (من الإخوان) ووجدي غنيم (مقرب من جماعة الإخوان). وفي وقت سابق، قال محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي، في مقابلة مع فضائية (الجزيرة) القطرية، إن دولته "تتبع سياسة الباب المفتوح، وترحب بجميع الضيوف على أراضيها". واستطرد: "الإخوة المعارضون الذين تستضيفهم قطر مرحب بهم، طالما لايمارسون العمل السياسي، وإن شاءوا ممارسة العمل السياسي فلهم الخيار". وكانت صحف مصرية مملوكة للدولة وخاصة، نقلت على لسان خبراء وساسة ورموز أحزاب، شروطا لإتمام المصالحة مع قطر، كان من بينها ترحيل المعارضين للسلطات من الدوحة، وتسليمهم لمصر. يذكر أن العلاقات بين مصر وقطر تدهورت بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو من العام الماضي، حيث استقبلت الدوحة عددا من قيادات جماعة الإخوان، التي ينتمي لها مرسي، وشخصيات سياسية داعمة لهم. وظهرت بوادر إزالة التوتر بين الجانبين عندما أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا في 19 نوفمبر الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء، والتي وصفت حينها بمبادرة العاهل السعودي. فيما شهدت العلاقات المصرية القطرية، مطلع الأسبوع الماضي، التطور الأبرز منذ توترها، باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقاهرة، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبدالعزيز التويجري، المبعوث الخاص للعاهل السعودي. وهذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها الرئيس المصري مبعوثا لأمير قطر، منذ توليه الحكم في يونيو الماضي.