دفعت أحداث الشعب والعنف التي شهدتها جامعات مصر بالتزامن مع بداية العام الدراسي وإخفاق شركة الأمن "فالكون" في التعامل مع الطلاب، وخاصة المناوشات في جامعة الأزهر البعض إلى تداول فكرة تعطيل الدراسة بها، حيث قال الأديب والمفكر يوسف زيدان، إن ما جرى بالأمس في جامعة الأزهر من مناوشات، أمر لا يبشر بالخير.

واقترح زيدان، إصدار قرار بإغلاق جامعة الأزهر وتعليق الدراسة في بعض كلياتها لمدة عامين، من أجل تفادى الشعور بالندم.

مقترح "زيدان" لم يلق القبول من جانب أساتذة الجامعات, وعدد من القوى السياسية.

عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي، رفض الاقتراح، مشيرًا إلى أنه سيضر بمستقبل مئات الألوف من الطلبة، مشددا على أن التعامل لا يجب أن يقتصر على الإجراءات الأمنية ولابد أن يصاحبها حوار حر مع الطلبة حول مسئوليتهم عن استقرار المجتمع والجامعات ودورهم لحصار أي ظاهرة سلبية داخل الجامعة يشارك فيه كبار المفكرين والمثقفين.

دكتور رفعت البدري، المستشار الإعلامي لجامعة المنوفية، رأى أن فكرة إغلاق جامعة الأزهر أو غيرها لفترة زمنية معينة للقضاء على الأحداث، واعتبر ذلك هروب من المشكلة.

وأكد أن الأمر يحتاج إلى تواجد أمني وتأمين أكبر داخل الجامعات، خاصة وان دور شركات التأمين على الأبواب غير كافٍ رغم أهمية دورها في منع تسريب الأسلحة والشماريخ والمولوتوف بنسبة 90%، لكن تدافع الطلاب يحتاج إلى تعامل أمني وضبطية قضائية.

وأشار إلى أن ما تشهده الجامعات ليس له علاقة بحرية التعبير عن الرأي أو التظاهر السلمي، مؤكدًا أنه إذا كان الوجود الشرطي هو من يحجم الانفلات والتخبط فأهلا به، طالما يستطيع حراسة المنشآت وانتظام العملية التعليمية.

وقال عبد الغنى هندي، منسق الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر، "لابد وأن تسأل إدارة الجامعات عن استعدادها للعام الدراسي، معربا عن رفضه لتوقف العام الدراسي الجديد، ومع استمرار النشاط وفيه خطة مقابلة لمسالة استغلال الإخوان لمشاكل الجماعات، ولابد أن تجهز الأنشطة التي تستوعب الطلبة.

وأضاف "كل الجامعات بها تيار مدني عدا جامعة الأزهر لذا لابد من تشكيل تيار أزهري يتواجد داخل الجامعة يعتمد على منهجية الأزهر، لكن توقف العام الجامعي يعنى نجاح الإخوان ولا يجب أن تتردد على لسان أي مسؤول مسألة تعليق الدراسة.

محمد أبو حامد، رئيس حزب المصريين الأحرار والبرلماني السابق، قال إن جماعة الإخوان الإرهابية تريد تعطيل الحياة في مصر لتوجيه رسالة وانطباع للعالم بأن الوضع غير مستقر في مصر، كما أنه من الصعب ربط مصير مئات الألوف من الطلبة بعدد لا يقدر بالمئات من مثيري الشغب.
وشدد على أهمية اتخاذ إجراءات قانونية حاسمة لوقف الجرائم، بالإضافة إلى جهود الإطار الفكري تجاه الطلبة حتى لا يتم استقطاب المزيد منهم.

ورفض شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، اقتراح إغلاق جامعة الأزهر لأنه يحقق للإخوان هدفها الأكبر ويعكس فشل الدولة في المحافظة على استمرار الدراسة، مشيرًا إلى أن الإغلاق لن يقضى الأمر على تظاهرات محدودة من قبل بعض الطلاب بل سيؤدى تعطيل الدراسة إلى اتساع مجال التظاهرات، لأنه بإغلاق الجامعة سيصيب الإحباط الآلاف من الطلبة ربما يضطرهم الأمر إلى الذهاب لاختيارات أكثر تطرفا.