وصف جان إيف لورديان وزير الدفاع الفرنسي، مباحثاته مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع بـ" البناءة" على الصعيد الفني والسياسي حيث تناولت التعاون في مجال التسليح ومواصلة إمداد مصر بالشحنات العسكرية، خاصة في مجال المركبات المدرعة.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن القاهرة وباريس تربطهما علاقات وثيقة في جميع المجالات ولاسيما المجال العسكري وهو ما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز سبل التعاون الأمني والعسكري المشترك لمواجهة مخاطر "عولمة" الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح وزير الدفاع الفرنسي، أن فرنسا لديها تقديرات شاملة حول الخطر المتنامي للجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في كل من سوريا والعراق وليبيا ولبنان ومالي، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية التي شنتها القوات الفرنسية في مالي والمسماه بـ"باركان" كان هدفها احتواء التهديد الإرهابي من خلال نشر 3 آلاف جندي وهو ما أتاح تعزيز القدرة العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي.
ونوه وزير الدفاع الفرنسي، أنه بحث مع وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي كافة الموضوعات المتعلقة بالعراق وليبيا وسوريا ولبنان وسيستكمل مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ للتأكيد على روح التعاون بين القاهرة وباريس لمواجهة مخاطر الإرهاب في المنطقة.
وفيما يتعلق بالوضع الليبي، أضاف لورديان أن فرنسا تعرب عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، مشيرًا إلى أن فرنسا تعمل على الصعيد السياسي من خلال دعم عمليات المصالحة الوطنية بين مختلف القبائل الليبية لوضع حد أمام نزيف الدم الليبي.
وأضاف وزير الدفاع الفرنسي، أن هناك مخاطر تحدق بالسيادة الليبية وهي ليست موجودة حاليًا، معربًا عن مخاوف الأوروبيين من تدفق المهاجرين المتطرفين عبر البوابة الليبية، منوها أن فرنسا وضعت خارطة طريق لتفادي الفوضى في المنطقة لأن الأمر يتعلق بأمن أوروبا وأفريقيا.
وأضاف لورديان، أن فرنسا على استعداد للتدخل في سوريا تحت إطار تحالف دولي ومظلة الأمم المتحدة، مشددًا على أهمية أن يكون هناك تعبئة للمجتمع الدولي وهو ما عبر عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند خلال كلمته في مؤتمر باريس أمس لمناقشة تهديدات تنظيم داعش.
واستطرد قائلًا: إن باريس تتمسك بالحفاظ على سلامة الأراضي السورية وعدم تفتيتها وأنه لا بديل عن دعم الجيش السوري الحر حتى لا تستفيد الجماعات الإرهابية من هذا الدعم.
وحول إمكانية مشاركة فرنسا في عمليات عسكرية بالعراق، قال لورديان، إن فرنسا على استعداد كامل للتدخل في العراق شريطة طلب السلطات العراقية لذلك التدخل، مشيرًا إلى أنه تأكد خلال زيارته لقاعدة الظفرة الفرنسية بالإمارات من جاهزية القوات واستعدادها للتدخل الفوري وقت الحاجة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه التقى الأسبوع الماضي مع رئيس إقليم أربيل العراقي، واتفقا على أن مواصلة فرنسا تقديم المساعدات العسكرية لقوات البشمركة، وكذلك تدريبهم، بما يمكنهم من الحد من تقدم "داعش" .. مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة عراقية تضم كافة أطياف المجتمع العراقي للقضاء على خطر "داعش".
وأضاف وزير الدفاع الفرنسي أن باريس ستشارك في كافة اللقاءات التي ستعقد بالأمم المتحدة لوضع خارطة طريق يرضى بها المجتمع الدولي لدحر الإرهاب في العراق والتصدى لخطر "داعش"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن مؤتمر باريس أعطى توجيهات لازمة بضرورة تشكيل قاعدة سياسية تمكنها من اقتلاع "داعش" وهو ما يدعو إلى التفاؤل.
وأشار لورديان إلى أن التحالف الدولي لمواجهة داعش هدفه اقتلاع جذور داعش من خلال تسخير كافة الإمكانيات العسكرية في دول التحالف.
وبشأن المبادرة الجزائرية الخاصة بدعوة الأطراف السياسية في مالي إلى مائدة الحوار، أكد وزير الدفاع الفرنسي أن بلاده ترحب بأي مبادرة من شأنها إعلاء الحل السياسي.