أكد ماتسيريو ماسارى، سفير إيطاليا لدي مصر، احترام بلاده للعملية السياسية في مصر، والثقة في أنها سوف تحقق مستويات الديمقراطية التي يسعى إليها المصريون، مشيرا إلى الدعم الكامل لروما للمرحلة الانتقالية في مصر، وأنها تولى اهتماما كبيرا بمبادئ الديمقراطية وفصل السلطات؛ فضلا عن احترام سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية من بينها حرية التعبير والتجمع والاعتقاد.

وقال إن بلاده على قناعة بأن مصر الديمقراطية تنعم في رفاهية سوف توفر فرصا جديدة لدعم العلاقات الثنائية الممتازة والتي تمثل عنصرا مهما لاستقرار المنطقة كلها، مشيرا إلى الانفتاح على التواصل مع كل اللاعبين السياسيين الذين يلتزمون بالمبادئ الأساسية بعدم العنف والديمقراطية وحقوق الانسان.

ولفت ماساري إلى إشادة رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي بشجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تعامله مع القضية الشائكة للدعم ومساندته للإصلاحات الاقتصادية من أجل خلق بيئة استثمار جاذبة، مؤكدا أهمية طمأنة المستثمرين الإيطاليين بحل المشاكل العالقة التي تؤثر فى مجموعات الصناعية الكبرى.

وأشار إلى أن رينزي اهتم أيضا بالتأكيد على الحاجة إلى تحسين مناخ الأعمال بمصر من خلال تبني نظام للقواعد يتسم بالشفافية والوضوح الذي يمكن أن يوفر إطارا آمنا للمجموعات الاقتصادية الإيطالية التي تهتم بالسوق المصري .

وأفاد بأن زيارة رئيس الوزراء الإيطالي للقاهرة، التي أعقبت زيارة رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الإيطالي فابريتسيو تشيكيتو ووزيرة الخارجية فيديريكا موجيريني، تمثل انفراجة في العلاقات بين مصر وإيطاليا، مؤكدا أن زيارة رينزي أظهرت الاعتراف الكامل والحاسم لرغبة البلدين في إعادة تنشيط "الصفة الاستراتيجية" للعلاقات فضلا عن دعم التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل مواجهة التحديات المشتركة في مجالي الأمن والسياسية في المنطقة التي تشهد تغييرات متقلبة.

ووصف ماساري مباحثات رينزي مع الرئيس السيسي بالمثمرة وأنها اتسمت بالود والصداقة حيث أكد رينزي قوة أواصل الصداقة بين البلدين والاندماج الممتاز للمجتمع المصري في إيطاليا والمجتمع الإيطالي في مصر، والتأكيد على دعم روما لخارطة الطريق والإرادة السياسية للحكومة الإيطالية لتعزيز علاقات قوية مع مصر.

وأضاف: كما أكد رينزي الدور الاستراتيجي للعلاقات مع مصر ودول البحر المتوسط والأوروبية واهتمام روما بزيادة الوعي لدي الدول الأوروبية بهذا الشأن.

وذكر أن الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو ولقاءه مع الرئيس السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم أكدت المستوي المتميز للعلاقات والتعاون خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن والهجرة.

ونوه إلى أن لقاء ألفانو مع السيسي تناول القلق المشترك بسبب عدم الاستقرار في المنطقة خاصة الوضع في ليبيا وداعش وأن إيطاليا عازمة على تركيز اهتمام الاتحاد الأوروبي بالوضع في منطقة المتوسط والشرق الأوسط.. وقد عبر ألفانو عن اهتمام الحكومة الإيطالية بدعم التعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتنفيذ الالتزام المشترك لمكافحة الإرهاب الدولي والدور الاستراتيجي الذي يمكن أن تلعبه مصر لصالح كل من إيطاليا وأوروبا.

وأضاف أن رسالة روما هي أنه لابد من مواجهة جذور المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب والعنف خاصة في المنطقة التي تعاني أعلي معدلات من البطالة بين أواسط أجيال الشباب، مؤكدا أن مصر تعد حجر الزواية في التعاون مع إيطاليا التي تري الحاجة إلى وضع خطة كاملة للتعامل مع منطقة الشرق الأوسط التي لابد من أن تتعلم من دروس الماضي وهذا من خلال الاستماع والعمل عن كثب مع الحلفاء في المنطقة المستعدين لمكافحة أسباب هذا التطرف الذي وصل إلى حد الكارثة في العراق وليبيا وسوريا.

وعن رئاسة إيطاليا للاتحاد الأوروبي، أشار ماساري إلى أن روما تولت رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في وقت دقيق يسعي فيه الاتحاد لوضع نظام سياسي جديد في أعقاب الانتخابات التي عقدت في نهاية مايو فضلا عن مواجهتها تهديدات معقدة وقد تكون ممتدة لحدودها.

وأوضح أن المنعطف السياسي الحالي يستدعي تغييرات جوهرية في المسار الذي يحدد الأجندة السياسية للاتحاد الأوروبي وهي التحدي الأكبر الذى يقع في أوروبا نفسها حيث أظهرت الانتخابات الأوروبية طلبا واسع النطاق من أجل التغيير وأنه حان الوقت لإعادة النظر بفكر جديد للاستراتيجية الأكثر فعالية لاستعادة النمو وخلق فرص عمل وتعزيز التماسك.

وأفاد ماساري بأن الهدف الأساسي للرئاسة الإيطالية ليس فقط جعل الاتحاد الأوروبي أكبر قوة اقتصادية ولكن تسهيل دورها كلاعب سياسي كبير على الساحة الدولية خاصة فيما يتعلق بالدول المجاورة، ويحتل الوضع في أوكرانيا وتهديد داعش في سوريا والعراق قمة أولوياتنا، مؤكدا الحاجة إلى وضع خطة استجابة للاتحاد الأوروبي للتهديد المتزايد للهجرة غير الشرعية.