قال محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن هناك تنسيقًا بين "الإخوان المسلمين" التي صنفتها الحكومة كـ "جماعة إرهابية" في ديسمبر الماضي، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باسم "داعش"، والذي يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق.
وأضاف في بيان أصدره أمس أن "الأيام تكشف يومًا بعد يوم لونًا من التحالف والتنسيق بين الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذي يعيث فسادًا في العراق والشام، وتنظيم الإخوان الدولي الذي هو على أتم استعداد لأن يهلك الحرث والنسل لتحقيق مآربه السلطوية ومطامعه الدنيوية، على أنه يتخذ من مصر هدفًا رئيسًا". وتابع "تنظيم الإخوان يدرك أن نهايته في مصر تعني نهايته في مشارق الأرض ومغاربها، كما يدرك داعمو الإرهاب، أن صمود مصر في مواجهة قوى الشر والإرهاب والتخريب والتدمير يعني إفشال مخططهم في تقسيم المنطقة والاستيلاء على نفطها وخيراتها ومقدراتها وإنهاك جيوشها، حتى يكون جيش العدو الصهيوني المستفيد الأول من تفتيت أمتنا العربية وتمزيق كيانها هو الجيش الأقوى الذي لايقهر كما كان يقال عنه قبل أن يكسر الجيش المصري شوكته ويذل كبرياءه في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م".
واستدرك جمعة، "إذا أردنا أن نقضي على الإرهاب فلابد أن نضع خطة محكمة لمواجهته , وأن نقف على حجم التحديات وطبيعة التحالفات الإرهابية ، وليس شرطًا في هذه التحالفات أن تكون مكتوبة أو موقعة أو معلنة , ولكنها قد تكون ضمنية في ضوء ما يحقق أهداف جماعات وقوى الظلام والإرهاب ومن يدعمها أو يستخدمها لتحقيق مصالحه". وأضاف جمعة، أنه "في الوقت الذي تعلن فيه داعش عن جرائمها المتتابعة، تعلن بعض قيادات الإخوان تباعًا عن دعوتها للإرهاب والعنف والتخريب والتدمير، وآخرها ما ذكره أحمد المغير أحد أهم رجالات خيرت الشاطر من أن الإرهاب فرض والاغتيالات سُنّة، وما وجهه محمد الصغير من قطر إلى المتظاهرين بدق عنق من يقف في طريقهم، وبقصد أو بدون قصد نطق عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور داريل عيسى بما يفيد الربط بين داعش والإخوان في ممارسة الإرهاب وتأثير كل منهما على خيارات شعوب المنطقة، بما يثير القلق والمخاوف تجاه ما يحدث فيها من أعمال إرهابية". واتهم وزير الأوقاف، داعش والإخوان بأنهما "يخوضان حربًا بالوكالة لصالح القوى الاستعمارية الجديدة التي تغير جلدها وثيابها، وتستخدم الخونة والعملاء والمأجورين لتنفيذ أهدافها ومخططاتها على يد المتاجرين بالدين، والدين منهم ومن أفعالهم الإجرامية براء، بل أكدنا أن هذه الأعمال لا علاقة لها بالإنسانية أو الآدمية فضلا عن الإسلام". وأكد جمعة، أن "المواجهة الحتمية تتطلب إجراءات هامة وعاجلة في الداخل والخارج على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول أهمها أن يهب العلماء والمثقفون والمفكرون هبة رجل واحد في نفس واحد لكشف زيف هذه الجماعات الإرهابية والانتحارية الضالة ، وبيان عمالتها لتحقيق مصالح من يدعمونها ويمولونها ويقفون خلفها، وسرعة التنسيق بين قيادات الدول المستهدفة، وعلى رأسها: مصر، والسعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة ، لتكوين رؤية استراتيجية غير تقليدية لمواجهة تحديات الإرهاب وقوى الاستعمار التي تدعمه، وإن تظاهرت هذه القوى بغير ذلك أو غيرت جلدها ألف مرة ومرة ، فالمؤمن لا يَخدع ولا يُخدع ، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقول : لست بالخب ولكن الخب لا يخدعنا . كما أكد وزير الأوقاف، أنه لابد ان يدرك الجميع شعوبًا وحكومات حتمية المصير المشترك ، وقد ارتفع مستوى الوعي بذلك إلى درجة تدفع إلى الأمل، لكنها تحتاج إلى مزيد من الشجاعة والجرأة في التعاون والتنسيق بصورة غير تقليدية تتناسب وطبيعة المرحلة وحجم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية وبخاصة دولها الكبرى والمؤثرة. واختتم وزير الأوقاف بيانه، باللدعوة الى وقفة عربية جماعية على مستوى.