كشفت وثائق انفرد بها موقع (انترسبت) الأمريكي المعني ببث الوثائق السرية النقاب عن قيام الحكومة البحرينية بشراء برامج تجسس من شركة مراقبة ألمانية رائدة في مجال مساعدة الحكومات في التجسس على مواطنيها، وذلك أبان قمع السلطات البحرينية &O5275;حتجاجات الربيع العربي في البلاد.

  

 

 

وأوضحت الوثائق أن شركة "فين فيشر" الألمانية ، ساعدت البحرين في تشغيل برامج التجسس لرصد 77 جهاز كمبيوتر ، بما في ذلك أجهزة تابعة لعدد من المحامين بمجال حقوق الإنسان اضافة لزعيم المعارضة الذي أصدرت الحكومة بعد ذلك حكما بسجنه .

 

   وأشار الموقع إلى أن هذا التعاون البحريني الألماني  تم في الفترة ما بين عامي 2010 و2012 ، وهى الفترة التي تضمنت الحملة القمعية التي مارستها الحكومة البحرينية على المحتجين المؤيدين للديمقراطية.

 

  ونوه إلى أن برامج شركة التجسس الألمانية تمنح الحكومة خاصية الدخول على الأجهزة المراد مراقبتها ورصد  العمليات التي تتم بواسطتها ، وتجدر الإشارة إلى أن بعض أجهزة الكمبيوتر التي تجسست عليها الحكومة البحرينية وحاولت اختراق حسابات مستخدميها كانت على ما يبدو تقع في الولايات المتحدة وبريطانيا .

 

وقال الموقع الأمريكي -الذي تعاون معه إدوارد سنودين، في نشر قضية التنصت الإلكتروني، في صفحات صحيفة الجارديان- إنه تم الكشف عن رسائل تؤكد التعاون بين مسئولي الحكومة البحرينية وممثلي شركة "فين فيشر" الألمانية ، حيث تمكن هذه البرامج الحكومة من سرقة كلمات السر والملفات، والتجسس من خلال كاميرا ويب على جهاز الكمبيوتر المصاب والميكروفون.

 

وتابع الموقع قائلا  "تم رصد رسائل بعث بها عدد من المسئولين بالحكومة البحرينية تحتوى على شكاوى للشركة الألمانية بسبب "تكبد الحكومة البحرينية لخسائر إثر فقدانها لأهداف بشكل يومي نتيجة أحطاء في برامج شركة التجسس الألمانية، في إشارة إلى أن البرنامج غير قادر على إعادة استهداف أجهزة الكومبيوتر محل الإشتباه لأنها عادة ما تكون ببرامج حماية قد تخطرهم بتجسس شخص ما عليهم.

 

 وتشير الوثائق المسربة، إلى أنه تم العثور على قائمة تضمنت أسماء 77 جهاز كمبيوتر مصابا، جنبا إلى جنب مع أسماء المستخدمين وعناوينهم اي بي خاص بهم، أوقات العدوى وأنظمة التشغيل، وشملت الهجمات في القائمة الفترة بين نوفمبر 2010 وفبراير 2012، وأجهزة الكمبيوتر المستهدفة من المستخدمين ليس فقط في البحرين، ولكن أيضا في المملكة المتحدة وسبعة بلدان أخرى.

 

 

يذكر أنه في عام 2012،  قدمت منظمة "البحرين ووتش" مع أربع مجموعات دولية أخرى لحقوق الإنسان، شكوى ضد مؤسسة جاما -كانت شركة فين فيشر  تابعة لها في تلك الفترة-، بتهمة خرق المبادئ التوجيهية على حقوق الإنسان، من خلال تصدير البرمجيات إلى الحكومة البحرينية بشكلٍ منفصل.

 

  ودعت هيومن رايتس الدولية دائرة الجمارك في المملكة المتحدة للتحقيق مع جاما حول تصدير برامج تجسس يحتمل أن تكون غير قانونية إلى البحرين، وانتقدت في وقت سابق من هذا العام المحكمة العليا البريطانية الحكومة؛ لإخفاء التفاصيل بشأن هذه المسألة.

 

موقع "ذا انترسبت" المرتقب منذ فترة، يضم مجموعة مشهورة من صحفيي التحريات الأمريكيين، الذين يتابعون قضايا الأمن القومي، مثل جرينوالد، والذي تعاون معه إدوارد سنودين، في نشر قضية التنصت الإلكتروني، في صفحات جريدة الجارديان.


 

يذكر أن ممول "ذا انترسبت"، هو الملياردير "بيير أومديار"، وهو إيراني أمريكي، ولد في فرنسا، ومؤسس ومدير شركة إي بي للمزادات الإلكترونية. أما ميزانيته فتبلغ مبدئياً 250 مليون دولار، ما يعتبر رقماً كبيرا لموقع إلكتروني يعنى بالتحريات، مقارنة مثلاً بصحيفة الـ"نيويورك تايمز"، التي تبلغ ميزانية غرفة أخبارها ما يعادل مئتي مليون في العام.