نزح عشرات الآلاف من العراقيين الفارين من قضاء تلعفر الذي يقع على بعد نحو سبعين كيلومترا شمال غرب الموصل، وذلك بعد الاشتباكات العنيفة إثر دخول تنظيم داعش منذ ثلاثة أسابيع.
توزع نازحو تلعفر بين كربلاء وقضاء سنجار في شمال العراق، وبحسب قائم مقام قضاء سنجار فقد لجأ إليه عشرات آلاف الفارين من تلعفر الذي تسكنها غالبية من التركمان.
ورغم افتقار قضاء سنجار الى البنية التحتية اللازمة، إلا أن المسؤولين المحليين فيه تمكنوا من تخفيف معاناة النازحين.
وإن كانت الأرقام كبيرة، فقد نزح من تلعفر باتجاه سنجار حوالي 12 ألف عائلة يبلغ عدد أفرادها نحو 58 ألف شخص وتشير الأمم المتحدة الى أن بين هؤلاء نحو 35 ألف طفل.
مشكلة إيواء هذه الأعداد الضخمة هي المعضلة الأكبر حيث تم فتح المدارس والمساجد والمزارات لهم ولكن تبقى هناك حاجة ماسة الى فتح مخيم لهم، ولكن الموقع الجغرافي لقضاء سنجار يجعله على خط التماس مع مقاتلي داعش الذين قد يقومون بمهاجمة ذلك المخيم بالقذائف في أي لحظة.
الظروف المعيشية لنازحي تلعفر عصيبة فعشرات العائلات تعيش وسط نقص كبير في الكهرباء التي لا تتوفر إلا لساعة واحدة في اليوم، ودرجات حرارة مرتفعة تبلغ حوالي 50 درجة مئوية في بعض الأحيان.
جزء آخر من نازحي قضاء تلعفر توجهوا إلى كربلاء، التي أعلنت عن استقبالها أكثر من ألف عائلة نازحة من محافظات أو مناطق سيطر عليها مسلحو (داعش).
وفي محاولة لمساعدة النازحين أعلنت 50 منظمة مدنية في كربلاء تشكيل غرفة أزمات خاصة لإغاثة 12 ألف نازح من المناطق التي تشهد اشتباكات مع متشددين موضحة أنها تنسق مع الجهات المحلية والدولية المعنية لمساعدتهم.