السعودية تضغط على إثيوبيا للتراجع.. وخبراء يتهمون وزير الري بالهروب المبكر من الأزمة   عاد من جديد شبح سد النهضة الإثيوبي، ليطل برأسه مجددًا، بعد أن أصبح الحديث عن أضراره خلال الفترة التى تلت أحداث 3 يوليو نادرًا للغاية، ثم تصاعدت حدة الحديث عنه إعلاميًا شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت من جديد إلى الذروة. واعُتبرت تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي والتى أدلى بها للتليفزيون المصري، عن إصرار بلاده على استكمال بناء السد وبنفس المواصفات شاء من شاء وأبى من أبى، تعكس استمرار التصلب الإثيوبي تجاه الأزمة. وتوقع الدكتور مغاوري شحاتة، خبير المياه العالمي، أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي قد طلب من العاهل السعودي الملك عبد الله، خلال زيارته، أمس، للقاهرة، للضغط على إثيوبيا لقبول اقتراحات مصر عن سد النهضة، لافتاً إلى أن السعودية تلعب دورًا أساسيًا في الضغط على إثيوبيا لوجود استثمارات ضخمة لها هناك. وأضاف شحاتة، أن الخارجية المصرية، تسير حاليًا في أكثر من اتجاه، للضغط على الجانب الإثيوبي، ولكنها تعتمد وبشكل أساسي على الدعم المعنوي المقدم من الأشقاء العرب. من جانبه، اتهم الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي وأستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، وزير الري الجديد الدكتور حسام المغازي، بالهروب مبكراً من أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن تصريحات الوزير عن انفراجة قريبة في أزمة سد النهضة تحمل دلالات كثيرة. واعتبر أن حديث وزير الري عن سد النهضة، يؤكد أنه يريد إلقاء الأزمة بأكملها على عاتق الرئيس السيسي، لافتاً إلى أن تصريحاته بأن الرئيس يناقش الموضوع وأنه في طريقه إلى الحل تؤكد رغبته في عدم تحمل المسئولية. وتابع، أن أزمة سد النهضة كانت سببًا في إفشال 5 وزراء ري سابقين بسبب قسوة الإعلام المصري عليهم وتحميلهم أسباب فشل المفاوضات وحدهم دون الجانب الإثيوبي، والوزير الحالى يعلم ذلك جيداً ويريد أيضًا أن يتنصل مبكرًا من حدوث أى مشكلة، وبالتالي فإن وجوده في منصبه "غير مناسب". وأوضح نور الدين، أن وزير الري يتعامل برعونة شديدة مع الجانب الإثيوبي، وتعكس نعومة وتحلحل الموقف المصري، قائلاً: "ياليت تكون أولى تكليفات رئيس الوزراء للوزراء الجدد هو الصمت التام لمدة أسبوعين قبل الإدلاء بأي تصريحات حتى لا يقدمونا هدية لإثيوبيا، ومن لا يعلم قيمة مصر يشوف له شغلانة تانية أفضل".