أكد الرئيس حسني مبارك أن مصر تتحاور مع شركائها بدول حوض النيل‏,‏ بما يضمن إمدادات المياه والطاقة‏,‏ مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد للتحرك مع دول الحوض لحل القضايا العالقة‏.

وقال إن القلق في هذا الخصوص لا مبرر له علي الإطلاق‏,‏ معتبرا أن التناول الإعلامي للمسألة في مصر وبعض دول الحوض قد زاد من الإحساس بهذا القلق‏,‏ وتوقع أن يتم تجاوز العقبات الفنية التي حالت دون اتفاق وزراء الري والموارد المائية في الدول التسع لحوض النيل‏,‏ وذلك عند ترفيع الحوار إلي مستوي قادة الدول‏.‏

جاء ذلك خلال الحوار الذي أداره الرئيس أمس مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني بمجلس الشوري‏,‏ واستمر نحو ساعتين‏,‏ وقد استهل الرئيس مبارك الجلسة بإلقاء كلمة عبر فيها عن أمله في ضرورة أن تتكاتف جهود الأحزاب مع المواطنين للمشاركة الفاعلة في ترسيخ الديمقراطية‏,‏ ونشر ثقافتها والارتقاء بممارستها‏,‏ وذلك لتحقيق أولويات البلاد في المرحلة المقبلة‏,‏ التي تتركز علي رفع معدلات النمو الاقتصادي وتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي‏,‏ وإتاحة فرص العمل‏,‏ ومواجهة مشكلة الزيادة السكانية‏.‏

وحول الوضع الإقليمي أكد الرئيس مبارك أن القضية الفلسطينية وقضية السلام تظل علي رأس أولويات سياسة مصر الخارجية‏,‏ وأن مصر تسعي لرفع الحصار عن غزة‏,‏ وترفض محاولات إسرائيل التنصل من التزاماتها تجاه القطاع‏,‏ وتحميلها لمصر‏,‏ كما أكد الرئيس رفضه تكريس الانقسام الراهن بين غزة والضفة الغربية‏,‏ ونتمسك بأنهما يمثلان معا أراضي محتلة‏,‏ تقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية‏.‏

وخلال الحوار مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني بمجلس الشوري‏,‏ تناول الرئيس في إجاباته عددا من القضايا الداخلية والخارجية التي تشغل اهتمامات الناس‏,‏ وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن عددا من النواب أثاروا قضية ترشيد الدعم لتوفير نحو‏30‏ مليار جنيه توجه للنهوض بالتعليم والبحث العلمي‏,‏ وقد أجاب الرئيس بصراحة بأن هذه الأمور يمكن أن تكون صالحة علي الورق‏,‏ ولكن لابد من مراعاة مستويات معيشة السواد الأعظم من الشعب‏,‏ مؤكدا ضرورة أن يجري تنفيذ هذه الإصلاحات بالتدرج والحكمة‏,‏ وبما لا يؤثر علي البسطاء‏,‏ كما أكد الرئيس حرص الدولة علي دعم الفلاح‏,‏ وحل مشكلات المزارعين‏.‏

وردا علي سؤال بشأن الأزمة المالية في أوروبا‏..‏ شرح الرئيس مبارك طبيعة الأزمة هناك‏,‏ مشيرا إلي أن دول منطقة اليورو ستتجاوز أزمتها‏,‏ وعقد الرئيس مقارنة بين أرقام البطالة وزيادة الضرائب وخفض الأجور هناك‏,‏ وبين السياسة المصرية التي استهدفت زيادة الأجور بنسبة‏10%‏ في الموازنة الجديدة‏,‏ برغم الأزمة العالمية‏,‏ وكذلك الإبقاء علي المزايا الاجتماعية‏.‏

وقد عقد الرئيس مبارك لقاء خاصا مع النائبات العضوات في مجلس الشوري من أعضاء الحزب الوطني‏,‏ وحضر الاجتماع السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري الأمين العام للحزب الوطني‏,‏ وصرح السفير سليمان عواد بأن الرئيس مبارك قال في الاجتماع إن لقاءه بالعضوات الموقرات يأتي تأكيدا منه لما يحمله من تأييد ومساندة لقضية المرأة المصرية‏,‏ وأضاف أن دخول المرأة المصرية مجلس الشوري إلي جانب الـ‏64‏ مقعدا التي تم تخصيصها في مجلس الشعب‏,‏ هو مكسب للديمقراطية والعمل البرلماني‏,‏ وقضية المرأة بوجه عام‏.‏

الشريف رئيسا للشوري ونافع والعماوي وكيلين

وافقت الهيئة البرلمانية لمجلس الشوري بالإجماع‏,‏ في اجتماعها أمس برئاسة الرئيس حسني مبارك‏,‏ علي ترشيح السيد صفوت الشريف لرئاسة مجلس الشوري لفترة جديدة‏.‏

كما وافقت الهيئة علي ترشيح المستشار عبدالرحيم نافع‏,‏ والسيد أحمد العماوي وكيلين لمجلس الشوري للدورة المقبلة‏.‏

مبارك‏:‏ لا أتدخل في أحكام القضاء

أكد الرئيس حسني مبارك أنه لم ولن يتدخل في أحكام قضائية‏,‏ وأن حل أزمة العدالة متروك لعقلاء القضاة والمحامين لكي ينهوا هذه الأزمة‏,‏ في إطار من الاحترام المتبادل واحترام القانون‏.‏

وكان بعض أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني بالشوري قد طلبوا من الرئيس التدخل لإنهاء هذه الأزمة‏,‏ فرد الرئيس بأنه لم يكن يود أبدا أن تحدث هذه الأزمة بين جناحي العدالة‏.‏