رفضت قيادات سياسية داعمة للرئيس المعزول
محمد مرسي، دعوة "الشراكة"، التي أطلقها عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع
السابق والمرشح الرئاسي المحتمل، في الوقت الذي استبعد فيه الدكتور حسن نافعة
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إمكانية "التوصل إلى مصالحة معلنة خلال
الوقت الراهن" وكان السيسي وجه خلال كلمته المتلفزة، مساء الأربعاء، ما
اعتبرها محللون دعوة إلى المصالحة مع جماعة "الإخوان المسلمين" على
الرغم من أن يذكرها صراحة، لكنه قال إن "أي مصريٍ أو مصريةِ لم تتمُ إدانته
بالقانونِ الذى نخضعُ لهُ جميعاً، هو شريكٌ فاعلٌ في المستقبلِ بغيرِ حدودٍ أو
قيود". وأضاف: "نحنُ نريدُ الوطنَ لكل أبنائِهِ ، دونَ إقصاءٍ أو
استثناءٍ أو تفرقةٍ ، نَمُدُّ أيديِنا للجميعِ في الداخلِ وفى الخارجِ". وقال
مجدي قرقر، المتحدث باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"،
الداعم لمرسي، إن "قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ظل في موقعه 9 أشهر ولم
يقدم حلاً سياسيًا وأقصي الجميع، ولن يقدم جديدًا الآن". وأضاف قرقر في تصريح
إلى وكالة "الأناضول": "الكلام عن مجرد الشراكة ووطن واحد خطاب
عاطفي لا أكثر، ولا نعتقد أن إرادة الشعب المنتفضة ضده ستغّرها تلك الكلمات
العاطفية". واتفق معه عمرو عادل، عضو الهيئة العليا بحزب الوسط، أحد مكونات
التحالف، موضحا أن السيسي "يطرح مصالحة علي أساس القضاء علي التجربة
الديمقراطية السابقة والخضوع للأمر الواقع وهذا مرفوض فنحن متمسكون بالشرعية".
وأضاف "احتمال مشاركتنا في الحياة السياسية يخضع لشرطين هما محاسبة كل من قتل
الأبرياء - ومنهم السيسي نفسه - فضلا عن عودة المسار الديمقراطي"، في إشارة
إلى حكم مرسي. فيما استبعد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة
القاهرة، والذي سبق أن طرح مبادرة لحل الأزمة، أن يتجه "السيسي أو الإخوان
إلى مصالحة علنية". وأوضح نافعة "نحن مقبولون علي انتخابات رئاسية ولا
السيسي لا يريد أن يظهر ضعيفا أو متراجعا بإعلان مبادرة للمصالحة يشكك فيها
الإخوان أو يرفضوها". غير أنه عاد
وقال "في حال فوز السيسي يتعين عليه وضع استراتيجية لم الشمل وإنهاء
الاستقطاب لتنفيذ برنامجه"، مضيفا أن التسوية السياسة للأزمة "حتمية"
وأشار إلى أن جماعة الإخوان أيضا في حاجة إلى المصالحة "لأنه في ظل امتناعها
ستجعل الأمور تسير في اتجاه مسدود، وبالتالي تمنح المتطرفين في النظام الحاكم فرصة
لفرض سياسة الاستئصال، وبالتالي قطع الطريق على المصالحة". وعاد نافعة ليقول
إن "الوقت مناسب لتشكيل لجنة حكماء"، معتبرا أن تشكيلها يمكن أن يعطي كل
فريق إشارات ضمنية للتحرك والتوصل إلى حل "قبل أو بعد إجراء الانتخابات".