القبول الواسع الذى يلقاه رئيس الأركان فى الجيش يجعله المرشح الأولى لتولى الحقيبة
غياب الشفافية والتزام مؤسسات الدولة الصمت، وعلى رأسها الرئاسة، وخلفها المؤسسة العسكرية، فتح بورصة التكهنات والتوقعات حول الشخصية التى ستكلف بحقيبة وزارة الدفاع، أقوى مؤسسة فى الدولة، التى تضطلع بمهام جسيمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتصدت خلالها مرتين لفرض إرادة الشعب على الحكام، ليكون الناتج بطلا قوميا وشعبيا انتزعه المصريون رغما عنه من رأس المؤسسة العسكرية إلى سُدة الحكم، ليخلو مقعد القيادة فى المؤسسة القوية، ويطل السؤال الحائر برأسه.. من يشغل هذا المنصب القوى؟
ليس التطور الطبيعى للرتب والمناصب هو الذى يجعل من الفريق صدقى صبحى، رئيس الأركان الحالى، أول المرشحين، وأقواهم للمنصب، وإنما هو القبول الواسع الذى يحظى به داخل صفوف القوات المسلحة، ومختلف مستويات القيادة للأفرع والتشكيلات العسكرية من جهة، وارتباط صدقى بالمشير السيسى تلازما وتفاهما، قبل وفى أثناء قيادة المرحلة الأخيرة، التى قادا فيها عملية تصحيح المسار السياسى للثورة المصرية.
الفريق صبحى حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1976، ثم ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان عام 1986، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2005.
بدأ صبحى الخدمة كضابط فى أبريل 1976، وخدم بالجيش الثالث الميدانى، وتدرج فى الوظائف القيادية العسكرية كقائد كتيبة مشاة ميكانيكى، ورئيس أركان اللواء 34 مشاة ميكانيكى، ثم قائد اللواء 34 مشاة ميكانيكى، ورئيس أركان الفرقة 19 مشاة ميكانيكى، حتى وصل إلى قائد الفرقة 19 مشاة ميكانيكى.
وتولى بعدها منصب رئيس شعبة عمليات الجيش الثالث الميدانى، فرئيس أركان الجيش الثالث الميدانى، وأخيرا قائد الجيش الثالث الميدانى عام 2009، قبل أن يعين رئيس أركان حرب القوات المسلحة عام 2012، خلفا للفريق سامى عنان الذى سيخوض سباق الرئاسة منافسا للسيسى.
وعلى عكس السيسى المعروف بهدوئه ولين جانبه، فإن صبحى معروف بالصرامة والحدة، لكن دون فظاظة، والجدية الشديدة التى تبدو مألوفة فى كل قادة الجيش، لكن الأهم من هذا أنه يحظى باحترام واسع على مستوى القيادات العليا والضباط الصغار، كما أن كفاءته مشهود لها بين قادة الجيش، مما يجعل مسألة تنصيبه ثمانية أعوام وفقا للمادة الانتقالية فى الدستور الجديد، مسألة شبه محسومة لصالحه.