أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير الإستراتيجى، أنه من الطبيعى أن يكون خبر تمويل السعودية والإمارات لصفقة الأسلحة بين مصر وموسكو محل تساؤل، ولكن فى نفس الوقت لو درسنا الموقف بدرجة أدق ربما نجد الإجابة على السؤال، ولا شك أن المملكة العربية السعودية والإمارات يشعران بأن موقفهم مرتبط إلى درجة كبيرة بدرجة ثبات الموقف فى مصر، وبالتالى يعملان على تحقيق الاستقرار فى مصر لارتباط الأمن الداخلى لكلا البلدين، وهناك محاولات لعرقلة صفقة الأسلحة بين مصر وروسيا ولكنها لن تنجح. 

وأضاف مسلم فى حوار مع إذاعة "صوت روسيا"، أنه لا شك أن صفقة الأسلحة الروسية المصرية لن تريح واشنطن، ولكن واشنطن قد أدركت خلال عام 2013 أنها لم تعد قادرة على القيام بدور الشرطى العالمى وأنها لا تستطيع أن تمنع التحركات الأخرى وأنها لا بد أن تقبل بالواقع، ولكنها قطعا إذا كانت تقبل بالوضع هذا لا يعنى أنها لن تحاول أن تعرقل الصفقة بشكل أو بآخر وهذا متوقع، والأمر يتوقف فى النهاية على موقف مصر الداخلى من ناحية وموقف روسيا من ناحية ثانية، ثم الموقف الداخلى فى كل من السعودية والإمارات.
وأوضح مسلم أنه لست متأكدا من إجراء محاولات بعرقلة الصفقة بين القاهرة وموسكو، ولكن ربما تكون هناك تحركات لعرقلة الصفقة ولكنها لم تنجح، ولكن قطعا لم تكن هناك محاولات قوية لعرقلتها لأنه هناك درجات يمكن تحملها وهناك درجات من الصعب تحملها.

ويعتقد مسلم أن المحاولات الأمريكية والغربية بشكل عام لم تصل إلى مستوى الخطورة ولكنها أفادت مصر وروسيا أيضا، لأنه أصبح هناك تنافسا بين الولايات المتحدة وروسيا ودول غربية أخرى كألمانيا وبريطانيا لتزويد مصر بأسلحة وهذا يفتح الباب أمام مصر، وهذا يفيد مصر وروسيا بنفس الوقت.

وأشار مسلم إلى أن استقبال كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع الروسيين فى مصر سابقا، كانت أول رسالة واضحة فى مجال التعاون العسكرى بين مصر وروسيا، وخبر صفقة الأسلحة يعد الرسالة الثانية التى تؤكد على الرسالة الأولى.

وقال مسلم أن صفقة الأسلحة ستجرى دون شك وبدون تدخل أى شخص وهذه علاقة بين مصر وروسيا وهى علاقة قديمة والصفقة ستجرى بوجود السيسى أو حتى لم يقم السيسى بترشيح نفسه للرئاسة، وفى جميع الأحوال الصفقة مستمرة.