أكد خبراء ومحللون أن الولايات المتحدة تواصل مخططها الصهيونى لتفتيت وتقسيم المنطقة العربية ولكن وفقا للمتغيرات التى طرأت على الساحة السياسية بعد ثورة 30 يونيو، وأنها تستخدم حلفاءها بالمنطقة فى سبيل تحقيق أهدافها وتحركهم مثل العرائس، فى الوقت الذى تبتعد فيه الإدارة الأمريكية عن إحكام قواتها فى بؤر التوتر والصراعات المسلحة وتنفيذ هذه الأهداف بأقل الخسائر الممكنة.

وقال ماهر فرغلى الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية والتنظيمات الإرهابية أن أمريكا حددت ادوارا مرسومة لقطر وتركيا فى المنطقة باعتبار أن قطر مقر لأكبر قاعدة أمريكية بالمنطقة، كما أن تركيا تتحرك أيضا وفقا للرغبات الأمريكية بدليل تغيير سياستها مع إيران فى الفترة الأخيرة.

وأكد ان الولايات المتحدة تستخدم تنظيم الإخوان الإرهابى «كرأس حربة» فى هذه المرحلة من خلال القيادات الهاربة فى الدوحة، وكذلك نقل مقر قيادة التنظيم من مصر إلى قطر بهدف عمل نوع من الخندقة والتجييش ضد النظام المصرى الحالى والقادم، مشيرا إلى أن ما يحدث فى المنطقة حاليا هو حرب باردة تخوضها الولايات المتحدة وعدد من دول الغرب لتفتيت المنطقة العربية بسواعد أبنائها من الداخل.

وأضاف فرغلى أن العقبة الكبرى التى تواجه الولايات المتحدة فى حربها ضد مصر هى تكاتف دولتى السعودية والإمارات مع مصر، الأمر الذى أحبط هذا المخطط وأدى إلى إجبار هذه القوى الغربية على البحث عن سبل جديدة لهذا الحصار، وأكد ان نقل قيادة الإخوان إلى قطر لن يؤثر كثيرا على خريطة الجماعات الإرهابية الأخرى فى سيناء، لأن هذه الجماعات تعمل حاليا مع الإخوان لأنها تجمعها بها أهداف مشتركة فى اللحظة الراهنة وهى هدم الدولة المصرية.

وأكد ان نقل قيادة التنظيم من مصر إلى قطر يعنى أن التنظيم أصبح غير قادر على الاستمرار أو الاستقواء على الأراضى المصرية، وان الدور المرسوم لهم فى هذه المرحلة يستدعى وجود حتضنة آمنة لرعايتهم.

من جانبه، قال العميد خالد عكاشة خبير الأمن القومى أن اجواء التوتر والتسخين الأمريكى وصلت مداها، وأن هذه الاجراءات الإخوانية تأتى بالتزامن مع نشر صحيفة الـ «واشنطن بوست» الأمريكية فى افتتاحيتها أن الجيش المصرى ليس صديقا للحريات، وأن الإدارة الأمريكية مضطرة للتعامل معه كما كانت مضطرة على التعامل مع نظام مبارك.

وأكد عكاشة أن التحرك السريع من السعودية والإمارات والكويت أدى إلى فشل محاولات أمريكا وبعض دول الغرب فى فرض حصار على مصر، وهذه الوقائع ثابتة فى الاجتماع الأخير لدول الاتحاد الأوروبى بعد أن أبلغ وزير الخارجية السعودى الرئيس الفرنسى أن أى عقوبة ستفرضها بلاده ضد مصر ستكون بمثابة عقوبات ضد العاهل السعودى شخصيا، مما أدى إلى تحول الموقف الفرنسى وتراجعها عن حصار مصر اقتصاديا.