حفل عام 2013 الذى بدأ فى العد التنازلى لأخر أيامه، العديد من الحوادث الجنائية والسياسية البشعة طالت فى طريقها ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ارتضوا ان يكونوا ضمن ابناء هذا الوطن الحالم بحياة كريمة خاصة فى ظل سوء وتردى الأحوال الإقتصادية بالبلاد وتراجع الإنضباط الأمنى فى أعقاب ثورة 25 يناير التى شهدت سقوط لجهاز الشرطة الذى بدا فى التعافى نسبياً بعد الموجة الثانية للثورة فى تظاهرات 30 من يونيو المنصرم، التى اطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين.

ربما كانت محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مطلع سبتمبر الماضى هى الحادثة التى فرضت نفسها على الساحة السياسية والرأى العام منذ ارتكابها وحتى كتابة تلك السطور، حيث فجر مجهولون مسلحون سيارة تحتوى على بعض المتفجرات داخل موكب "إبراهيم" أثناء سيره بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر بالقرب من منزله أثناء تذهابه لمقر وزارة الداخلية، فى الوقت الذى تمكنت فيه أجهزة الأمن من القبض على إثنين من المتورطين فى الحادث، وتكثف من جهودها لضبط باقى الخلية التكفيرية التى نفذت وخططت للحادث.

ويأتى تباعاً واستكمالاً للمحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية، تصفية المقدم محمد مبروك الضابط بجهاز الأمن الوطنى فى السابع عشر من نوفمبر الماضى، بعد قيام مجهولين باستهدافه أثناء توجهه لمقر عمله، فى حادث إرهابى جديد من نوعه بعدما صوب له مسلحون نحو 9 رصاصات من أسلحتهم الألية ، استقرت فى جسده ليلقى مصرعه، والشهيد محمد مبروك هو مسئول ملف جماعة الإخوان المسلمين بالنشاط الدينى بقطاع الأمن الوطنى، وصاحب محضر التحريات فى قضية التخابر المتهم الرئيس السابق محمد مرسى وأخرين والتى قرر فيها قاضى التحقيق احالته لمحكمة للجنايات قبل يومين.

وفى العشرين من نوفمبر الماضى  انتفضت مصر لحادث الهجوم على كنيسة العذراء بالوراق، والذى راح ضحيته أربعة وأصيب 8 اخرين، بعد أن هاجم مسلحون يستقلون دراجة بخارية حفل زفاف انطلق من امام الكنيسة، وأطلقوا النيران تجاه المشاركين فيه، فروا بعدها بالفرار، ولم يتم الإعلان بعد عن مرتكبى الحادث البشع.

كما كان لحادث مقتل طفلة بورسعيد " زينة" صدى كبير فى نفوس المواطنين، بعد ان قام بواب عامارة وصديق له بإلقائها من منور العمارة التى تقيم بها من الطابق الثامن، لقيت مصرعها فى الحال وذلك خشية افتضاح أمرهما بعد فشلهما فى اغتصابها والتعدى عليها بوحشية، ليخرج بعدها الألاف من أهالى بورسعيد وباقى المحافظات فى مسيرات حاشدة تطالب بإعدام القتلة الذين اقرا بارتكاب جريمتهم النكراء، فى الوقت الذى يترقب فيه الكثير يوم 29 من ديسمبر الجارى موعد جلسة النطق بالحكم فى القضية التى أحدثت دوياً هائلاً فى الشارع البورسعيدى.

وفى مطلع الشهر الجارى " ديسمبر" عاشت منطقة الأميرية ليلة دامية  اختلطت فيها الدماء بصدى الطلقات النارية، بعد مقتل طالب ثانوى برصاص ضابط شرطة، فى مشاجرة فيما بينهما، تجمع بعدها المئات من الأهالى أمام قسم شرطة الأميرية، للمطالبة بالقصاص من قاتل ذويهم الذى لم يتجاوز العشرين من عمره، فى الوقت الذى دفع فيه قطاع أمن القاهرة بسبعة سيارات للأمن المركزى فى محيط القسم، خشية أية محاولات لإقتحام القسم، وأطلق رجال الشرطة الطلقات التحذيرية فى الهواء، من أعلى سطح القسم لتتمكن من نقل الضابط الذى أصيب هو الأخر إلى المستشفى، خاصة بعد تزايد الأعداد أمام القسم، قبل أن تامر النيابة العامة بتشريح جثة القتيل، والذى اتهمت أسرته ضابط الشرطة بقتل ذويهم عمداً مع سبق الإصرار والنرصد.

كما تعر ض كمين طلخا بالمنصورة لهجوم سافر من مجهولين راح ضحيته ثلاثة من أفراد قوة الكمين ، وكشفت النيابة العامة في معاينتها لموقع الحادث العثور على  55 فارغ لطلقات ودلت التحريات الأولية قيام مجهولين يستقلون دراجتين ناريتين  بإطلاق أعيرة نارية على النقطة الأمنية بمطلع الكوبري العلوي طلخا – الجامعة.

أما أهم حوادث القطارات فى 2013 الذى يودع أيامه الاخيره، فكان حادث قطار البدرشين الذى راح ضحيته 25وإصابة العشرات.