أكد الرئيس حسني مبارك وقوفه إلي جانب عمال مصر‏,‏ وانحيازه الكامل لقضاياهم‏,‏ وحقوقهم‏,‏ ومصالحهم‏,‏ وتصديه لكل من يحاول الانتقاص من هذه الحقوق‏.‏

وأعلن الرئيس‏,‏ في كلمته أمس بمناسبة الاحتفال بعيد العمال‏,‏ ضرورة توفير الضمانات القانونية للحفاظ علي حقوق العاملين‏,‏ بما في ذلك أولوية سداد مستحقاتهم المالية‏,‏ بضوابط تضمن الوفاء بهذه المستحقات دون مماطلة أو إبطاء‏.‏

وأكد الرئيس اهتمامه الشديد بقضية الأجور‏,‏ مشيرا إلي العمل علي زيادتها عاما بعد عام‏,‏ ليس من خلال قرارات إدارية تلتهمها زيادة الأسعار‏,‏ وإنما بجهود مستمرة لرفع إنتاجية العمال‏,‏ وجهود موازية للسيطرة علي غلاء الأسعار‏,‏ موضحا أن الأجور والرواتب زادت في السنوات الخمس الماضية بأكثر مما وعد برنامجه الانتخابي بتحقيقه في ست سنوات‏.‏

وأشار الرئيس إلي أن الاهتمام بزيادة الأجور يصاحبه اهتمام مماثل بزيادة المعاشات‏,‏ من خلال تطوير قانون التأمين والمعاشات‏,‏ مشيرا إلي أن القانون الجديد سيتضمن زيادة تصل إلي‏300%‏ لأصحاب أدني معاش يصرف اليوم‏,‏ وذلك فور تطبيق القانون‏,‏ كما أن هذا القانون سيرفع معاشات‏2.7‏ مليون مواطن تقع معاشاتهم الحالية دون الحد الأدني الذي يحدده القانون الجديد‏,‏ بالإضافة إلي صرف إعانة للبطالة‏,‏ وتبسيط شروطها لحماية وتأمين العمال‏.‏

وحول الحراك السياسي والإصلاحات‏,‏ ومسيرة الديمقراطية‏,‏ أكد الرئيس أن مصر تشهد تفاعلا غير مسبوق في حركة مجتمعها‏,‏ مجددا تمسكه بالإصلاحات السياسية التي وعد بها‏,‏ مشيرا إلي متابعته لما تموج به مصر من تفاعل نشيط لقوي المجتمع‏,‏ وترحيبه به كظاهرة صحية‏,‏ وقال‏:‏ إننا كلنا في خندق واحد‏,‏ إلا أن هناك فارقا شاسعا بين التغيير والفوضي‏,‏ وأنه لا مجال في هذه المرحلة لمن يتجاهل التعديلات الدستورية في‏2005‏ التي اعتمدها الشعب‏,‏ وما يتعين أن يتوافر للدساتير من ثبات‏,‏ ورسوخ‏,‏ واستقرار‏.‏ وأكد أن الانتخابات المقبلة بشقيها البرلماني والرئاسي ستكون حرة ونزيهة‏,‏ وأن الشعب هو الحكم‏,‏ وستكون كلمته هي الفيصل في صناديق الاقتراع‏.‏

وأضاف الرئيس قائلا‏:‏ أقول لمن يرفعون الشعارات ويكتفون بالمزايدات‏:‏ إن ذلك لا يكفي لكسب ثقة الناخبين‏,‏ وإن عليهم الاجتهاد لإقناع الشعب برؤي واضحة تطرح الحلول لمشكلاتنا‏,‏ داعيا للالتقاء علي كلمة سواء ترتفع فوق الشعارات‏,‏ وتعي الاحتياجات الحقيقية للأغلبية الكاسحة لأبناء الشعب‏.‏

وأكد الرئيس أنه يجد نفسه اليوم‏,‏ وأكثر من أي وقت مضي‏,‏ أقوي عزما‏,‏ وأشد تصميما علي ألا ترتد حركة مجتمعنا للوراء‏,‏ لأنه لا بديل عن المضي إلي الأمام‏,‏ مؤكدا مواصلة الإصلاح السياسي‏.‏